اسم الکتاب : الاستنساخ بين التقنية والتشريع المؤلف : السيد علي السبزواري الجزء : 1 صفحة : 14
العلم فإنّه عاجز عن الوصول إليهما، كما قال تعالى: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ مٰا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلّٰا قَلِيلًا[1].
و جسم الإنسان يتكوّن من العناصر التي تملأ الكون، و هو لا يختلف عن غيره من الكائنات، سواء كانت حية أم لا حياة لها.
و معرفة كينونة الإنسان لا يتوقّف على معرفة صفاته من الحسن و الجمال و العطف و الصفاء، فإنّ هذه الصفات و مثيلاتها لا تتدخّل من قريب و لا من بعيد في التركيب العنصريّ لجسم الإنسان، الذي يتكوّن من 65% من الماء الذي خلق اللّه سبحانه و تعالى منه كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ، و ما تبقى من وزن الجسم إمّا مواد عضويّة أو غير عضويّة.
و الأولى مركّبات معقدة يدخل فيها عنصر الكربون الذي يعتبر من النظائر يختلف في جسم عن آخر، و تنقسم تلك المركبات إلى بروتينات و مائيات الكربون و دهون.
و الثانية أملاح معدنية جلّها من العظام التي يكسبها صلابتها.
و للبروتينات شأن خاصّ في تكوين الأحياء، فإنّ معظم البروتوبلازم في الخلايا يتألف منها، و لها التأثير المهمّ في حياتها، فإنّ الظواهر التي تبديها الكائنات الحيّة تتوقّف على الخواص الطبيعيّة الكيميائيّة لمحاليل البروتينات.
و تتكوّن البروتينات من جزئيات متنوّعة تسمّى بالأحماض الأمينيّة، التي يوجد منها بالجسم ما يزيد على عشرين نوعا. و ربّما يحتوي الجزء الواحد من البروتين آلافا من الأحماض الأمينيّة تتّحد مع بعضها بنسب و طرائق متباينة في أنواع البروتين المختلفة، كما تتّحد حروف الهجاء في بنية الكلمات.
و هذه البروتينات هي الحلقة الأولى في خلق الأجسام التي يتسنّى لها أن تنبض بالحياة بإذن اللّه تعالى.