تشقّ الأحزّة سلّافنا* * * كما شقّق الهاجريّ الدّيارا
شربن بحوّاء في ناجر* * * و سرن ثلاثا فأبن الجفارا
و جلّلن دمخا قناع العرو* * * س أدنت على حاجبيها الخمارا
فكادت فزارة تصلى بنا* * * فأولى فزارة أولى فزارا
و كلام نصر هذا و إن فهم منه تعدّد الآراء و اختلافها، إلا أنّه ينطبق على موضع واحد واقع غرب الوشم ببطن السّرّ القريب من الشّريف بين اليمامة و ضريّة حيث يقع أضاخ البلدة المعروفة الآن، و يبقى الاختلاف في ضبط الاسم، و قد ورد في شعر عوف بن الخرع التّيميّ مشدد الواو، في المقطوعة التي أوردها ياقوت شاهدا على هذا الماء:
شربن بحواء من ناجر* * * و سرن ثلاثا فأبن الجفارا
و المسافة بين أضاخ (حوّاء الذّهاب) و بين الجفار، التي تعرف الآن باسم العقل، جمع عقلة، في نفود الثّويرات، هذه المسافة قد تقطعها الخيل في ثلاث ليال، و قد يكون ماء الحوّاء من المياه التي غارت، و لكن ينبغي أن يكون في غربي السّرّ بناحية الشّريف، المعروف الآن باسم الشّرفة، و شعر عوف في العرب س 30 ص 784-.
[2] و مثل هذا عند الحازمي بإيراد شاهد من شعر امرئ القيس، و تفسير الجواء بأنه البطن العظيم من الأرض، و في معجم البلدان: الجواء- بالكسر و التخفيف ثم المد- في أصل اللغة: الواسع من الأودية، و الجواء: الفرجة التي بين محل القوم في وسط البيوت، ثم أورد أقوالا أربعة لأربعة مواضع متباينة و إن لم يفرق بينها:
1- الجواء موضع بالصّمّان.
2- الجواء من قرقرى من نواحي اليمامة.
3- الجواء واد في ديار عبس أو أسد في أسافل عدنة، و القول لنصر.
4- الجواء من مياه الضّباب في حمى ضريّة.
و أضاف: و كانت بالجواء وقعة بين المسلمين و أهل الردّة من غطفان و هوازن في أيام أبي بكر، فقتلهم خالد بن الوليد شرّ قتلة، و لم يذكر أي جواء هذا الذي حدثت فيه، و هو الجواء الواقع في ديار عبس في أسفل عدنة، و هو منطقة واسعة ليست واديا بالمعنى المعروف، و لكنّها منخفضة عما حولها، و فيها أودية-
اسم الکتاب : الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والآثار المؤلف : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الجزء : 1 صفحة : 402