156- باب ثرى و بزيّ‌ [1]

أما بكسر الثاء و فتح الراء المهملة و سكون الياء: موضع بين الرّويثة و الصّفراء أسفل وادي الجيّ، أحسب طريق الحاج يطأه، و روى أبو عمرو بفتح الثاء فصحف‌ [2].

و أما بضم الباء الموحدة و فتح الزاي المعجمة و تشديد الياء: جبل على شط الجريب، و هو واد عريض يفرغ في الرّمة [3].

-

أوراك رمل والج في رمل‌* * * من رمل ترنا أو رمال الدّبل‌

و في معجم ما استعجم بعد ذكر الاختلاف في ضبط الاسم: ترنا: رملة في ديار بني سعد، و أورد شواهد من الرّجز. انتهى.

و تكرار ذكر اسم الموضع في شعر رؤبة يفهم منه أنه في بلاده أو بقربها في شرق الجزيرة، و القول بأنه في ديار بني سعد يدل على أنه في جهات يبرين. أما تاراء التي ذكروا أنها شامية، فقد ورد ذكرها في خبر غزوة رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) تبوك أن من المساجد التي صلى فيها مسجد الشقّ تاراء، و اسم تاراء غير معروف الآن، و لكن الشقّ معروف، في موضع واسع يدعى الجوّ، يقع جنوب مدينة تبوك بنحو مئة و سبعين كيلا، يمر به طريق تبوك إلى العلا، و هناك منهل للبادية باسم الشّق، و المتقدمون يتوسعون في وصف الأمكنة الواقعة شمال المدينة بأنها شامية.

[1] ذكر الحازمي ثرى في (باب بديّ و ثرى).

[2] لم يزد الحازمي على تعريف نصر، و لم يذكر كلمة (فصحف) و أورد ياقوت الاسم: ثرا بالكسر و القصر موضع بين الرّويثة و الصّفراء إلى آخر كلام نصر، مضيفا: و يوم ذي ثرا من أيام العرب، و الرّويثة لا يزال موضعها معروفا، موقعه غرب سلسلة الجبال المتصلة بورقان بعد قرية المسيجيد للمتجه إلى مكة مع الطريق القديم بنحو عشرين كيلا على مقربة من وادي الجيّ جنوب مضيق الصّفراء بقربه، و الصّفراء هو الوادي المشهور الذي في أسفله بدر، و طريق الحاج قديما كان يمر أسفل وادي الجيّ، و أما الآن فقد عدل يمينا إلى وادي الصّفراء.

و في معجم ما استعجم: ثرى بكسر أوله على وزن فعل: موضع أسفل من وادي الجيّ بين الرّويثة و الصّفراء على ليلتين من المدينة، قال كثير:

و قد قابلت منها ثرى مستجيزة* * * مباضع من وجه الضّحى فثعالها

و رواه محمد بن حبيب: (ثرى- غير مجراة، على وزن فعل- مستجيزة)، بالنصب.

[3] لم يزد ياقوت على هذا دون نسبة، و في كتاب بلاد العرب في الكلام على بلاد بني ربيعة بن الأضبط ما ملخصه: المضيّح: و هو جبل على شاطئ الجريب و ماؤه الشّقيق، و يليه البزيّ و هو جبل، و له ماءة يقال لها-