و تيز و يين و تبر

و أما الذي أوله تاء مكسورة عليها نقطتان ثم ياء ممالة تحتها نقطتان و زاي منقوطة: [تيز] صقع معروف يذكر مع مكران، مقابلان لعمان بينها و بين البحر [1].

و أما بياءين تحتهما نقطتان، الأولى مفتوحة، و نون: [يين‌] ناحية من أعراض المدينة على بريد منها، و هي منازل أسلم بن خزاعة، و قيل: موضع على ثلاث ليال من الحيرة [2].

[1] في معجم البلدان: تيز: بلد على ساحل بحر مكران و السّند، و في قبالتها من الغرب أرض عمان، بينها و بين تيز مدينة مكران خمس مراحل.

[2] قال في معجم البلدان- بالفتح ثم السكون و آخره نون- و ليس في كلامهم ما فاؤه و عينه ياء غيره، قال الزمخشري: يين: عين بواد يقال له حورتان، و هو اليوم لبني زيد الموسوي من بني الحسن، و قال غيره: يين اسم واد بين ضاحك و ضويحك، و هما جبلان أسفل الفرش، و جاء ذكر يين في السيرة النبوية لابن هشام في موضعين، ثم ذكرهما، و نقل كلام نصر، و أضاف: جاء في حديث أهبان الأسلميّ ثم الخزاعيّ أنه كان يسكن يين، فبينما هو يرعى بحرّة الوبرة إذ عدا الذئب على غنمه. و الحديث في أعلام النبوة، و أورد شاهدا على يين من كلام ابن هرمة، مضيفا: و قيل: يين اسم بئر بوادي عباثر، و ورد ذكر يين في كتاب الحازمي الأماكن- ص 908-: في الكلام على الوبرة في حديث أهبان الأسلمي أنه كان يسكن يين بياءين، و هي في بلاد أسلم من خزاعة، بينما هو يرعى بحرّة الوبرة عدا الذئب على غنمه. و قلت هناك:

و اسم حرّة الوبرة الآن يطلق على جزء من حرّة المدينة الغربية، و يين- فيما يظهر من كلام الهجري و غيره- في سفح جبل عبّود بقرب الفريش و حورتين و ملل، و كل هذه تقع على طريق المدينة إلى مكة على مساقة تقرب من نحو مئة كيل من المدينة، و أهبان- و يقال و هبان بالواو-: صحابي، و في خبره: فشد الذئب على شاه منها، فصاح عليه فوقع على ذنبه، قال فخاطبني، فقال: من لها يوم تشغل عنها؟ قال البخاري:

إسناده ليس بالقويّ، و في بعض الألفاظ: فقال: تحول بيني و بين رزق ساقه الله إليّ؟ و انظر الإصابة.

و جاء في كتاب الهجري: أن يين بلد فاكهة المدينة، و كانت تعرف بقرية بني زيد، فوقع بينهم و بين بني يزيد حروب، فجلا بنو زيد إلى الصّفراء و بنو يزيد إلى الفرع، فخربت، و نقل الهجريّ: عبّود جبل بين مدفع مرّ يين و بين ملل، و مرّ يين طريق، و بريد مرّ يين بطرف عبّود.

و مجمل القول أن يين على مقربة من جبل عبّود الذي لا يزال معروفا من قريب حورتين: أما الموضع الذي على ثلاث ليال من الحيرة، فلم يزد ياقوت فيه على كلام نصر، و لا أستبعد أن كلمة (الحيرة) لها صلة بالحورة، و عن ثلاث ليال، ثلاثة أميال، و أنه موضع واحد.