أما بفتح العين: جبيل ببطن عاقل بين اليمامة و المدينة عند منعج و خزاز، و هناك آخر قريب منه،
[1] عند الحازمي: ذو أمر، قال الواقدي: من ناحية النّخيل، و هو بنجد، ثم ساق كلام نصر، سوى جملة: (قصة قتل دعثور)، و أراها مقحمة في كلام نصر.
و في المعجم نقل كلام الواقدي و بعده: و كان رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) خرج في ربيع الأول من سنة ثلاث من الهجرة لجمع بلغه أنه اجتمع من محارب و غيرهم، فهرب القوم منه إلى رؤوس الجبال، و زعيمهم دعثور ابن الحارث المحاربي، فعسكر المسلمون بذي أمر، ثم أورد رجزا لعكاشة بن مسعدة السعدي، و قال: الأمر في الأصل الحجارة تجعل كالأعلام، الواحدة: أمرة، ثم ذكر أمر- بإسكان الميم-: موضع بالشام، و أورد شاهدا من شعر الراعي.
و يظهر لي أن ذا أمر هذا: يقع غرب الحناكيّة، بقرب وادي النّخيل، فقد نقل السمهودي عن الأسدي قوله: ذو أمر: واد بطريق فيد إلى المدينة على نحو ثلاث مراحل من المدينة بقربه النّخيل. انتهى.
و إذن فهو من أودية الحناكية نفسها، في أعلاها، كما يفهم من خبر الغزوة أن القوم هربوا إلى رؤوس الجبال، أي أنهم ارتفعوا في شعافها الواقعة شمال الحناكيّة.
و وادي النّخيل لا يزال معروفا، يقع غرب الحناكيّة (نخل) بنحو عشرة أكيال، يجزعه الطريق المتجه إلى المدينة، و في أعلاه قرية بهذا الاسم، و يبعد عن المدينة بنحو ثمانين كيلا.
[2] عند الحازمي: أمرّ: قريب من الشام، و في المعجم: أمرّ- بتشديد الراء- أفعل من المرارة: موضع في برّيّة الشام من جهة الحجاز، على طرف بسيطة من جهة الشمال، و عنده قبر الأمير أبي البقر الطائيّ، ثم أورد شواهد من الشعر.
و يفهم من كون الموضع على طرف بسيطة، أنه يقع شمال تبوك، حيث الطرف الغربي الشمالي لبسيطة، إذ كان حجاج الشام يمرون به قديما، و موقع بسيطة يدعى الآن العرائض، و القاع أيضا، و هي واقعة شرق حالة عمّار، بينها و بين المدوّرة (سرغ قديما) بقرب حدود شرق الأردن.