52- باب أقر، و أقرّ، و أفرّ [1]

أما بضم الهمزة و القاف و الراء مخففة-: ماء في ديار غطفان قريب من الشّربّة، و قيل: جبل، و قيل: هو من عدنة، و قيل: جبال أعلاها لبني مرّة بن كعب، و أسفلها لفزارة [2].

-

إن القساسيّ الذي تعصى به‌* * * خير من الإلف الذي تعطى به‌

و لم يرد في المعجم ذكر معدن السراة.

و أضيف: قساس الجبل الذي فيه معدن حديد يقع بعيدا عن بلاد بني أسد الواقعة في شمال نجد، فهذا الجبل يقع في الجنوب، و لا يزال معروفا يقع في إقليم العرض (عرض القويعيّة) المعروف قديما بعرض شمام، و بسواد باهلة، غرب وادي العمق و شرق جبل صبحا (يذبل قديما)، و قد عثر على معدنه و عرف.

أما المعدن الذي في السّراة فلم أر له ذكرا، و كلمة (و القساس: سيف منسوب) إلى آخره، كذا وردت في المخطوطة، و الصّواب: و القساسي.

[1] عند الحازمي.

[2] عند الحازمي: أقر- بعد الهمزة المضمومة قاف ساكنة و آخر الكل راء: ماء في ديار غطفان قريب من الشّربّة، قاله الأزهري، و أنشد، ثم أورد بيتين من الشعر، و قال عن أقر- بضم القاف-: واد لبني مرّة، قاله أبو عبيدة، و أنشد للنابغة:

إنّي نهيت بني ذبيان عن أقر* * * و عن تربّعهم في كلّ أصفار

و قال أبو نصر: أقر: جبل، و أنشد لابن مقبل:

و ثروة من رجال لو رأيتهم‌* * * لقلت إحدى حراج الجرّ من أقر

و أورد صاحب المعجم أقوالا كثيرة عن أقر، و الأقوال الثلاثة التي أوردها نصر لا تخرج عن القول الأول، ذالك أن الاسم يطلق على الموضع و على ما فيه من ماء أو جبل، و هو في عدنة لوقوعه شمال وادي الرّمة.

و الشّربّة: تقع جنوب وادي الرّمة، الفاصل بينها و بين عدنة. و مرّة هو: ابن عوف بن سعد بن ذبيان من غطفان، و في كتاب نصر: مرّة بن كعب، يظهر أنها سبق قلم، فأولئك في قريش و بلادهم تهامة. و قد تحدثت عن أقر في قسم شمال المملكة من المعجم الجغرافي، و خلاصة ما ذكرت: أن الاسم يطلق على مواضع: موضع بين البصرة و الكوفة، له ذكر في أخبار بكر بن وائل و أشعارهم، و جبل في ديار غطفان لبني مرّة، و هذا يقع في عدنة: الأرض الواقعة شمال وادي الرّمة، و شرق الحرّة، و واد واسع فيه آبار يقع بقرب ذالك الجبل، نباته الحمض، و هذا لا ينبت إلا في الأرض السّبخة المالحة التربة، و تكون مياه آبارها غالبا مرّة، و هذا و إن كان في بلاد غطفان، إلا أنه في مرتفع يسهل لغيرهم حلوله، كما فعل النعمان، و كما فعلت بنو ذبيان.-