اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 366
الخارجة من المشور أشجار ممتدة معها، نصبوا بين أغصانها و أوراقها كواغد على شكل المخروط كالمكب، و هي على ألوان أضا و حيث قرب الغروب أوقدوا تلك المصابيح و الفنارات الممتدة مع جدران المشور، و جعلوا سرجا بداخل ذلك الورد المصنوع الذي على رؤوس الأعمدة المحيطة بتلك المائدة، و في الأشجار المذكورة في وسط الكواغد الملونة، ثم أتى أصحاب الموسيقا و أحدقوا بتلك المائدة و دخل واحد منهم وسطها على عادتهم، و صاروا يخدمون و امتلأ ذلك المشور ليلا بالخلائق رجالا و نساء و صبيانا، و أتت في ذلك الوقت جماعة من أعيان أهل البلد، و تلاقت بالباشدور و أخبروه أن فرحهم بقدومه و اعتناءهم بجانب مولانا الشريف هو الذي حملهم على إنشاء هذه الفرحة، فشكرهم على ذلك ثم قال الترجمان للباشدور، ينبغي لك أن تخرج إلى ذلك السرجم و تقابل الناس الذين اجتمعوا هناك و تشير لهم بالترحيب، فخرج و خرجنا معه، فحين أشرفنا عليهم أخذوا في التصفيق جميعا و تلك عادتهم إذا كانوا مجتمعين في موضع و رأوا ما يسرهم، ثم جلسنا هنيئة على الشوالي بين الدربوز و جدار الصالة التي كان فيها الباشدور، و كلما قام الباشدور و رام الدخول يأخذون في التصفيق، يريدون بذلك الرجوع إلى الجلوس، فيجلس حتى تكرر ذلك منهم مرارا فقام و أشار لهم بالسلام و دخل لمحله فتفرقت الناس و راح كل لمحله.
و في يوم الأحد الخامس منه، أتى الترجمان بالأكداش و خرجنا معه إلى عرصة لعظيم الدولة قريبة من داره، و لعلها متصلة بها من بعض الجهات فوجدنا/ 317/ أنواعا من السباع في أقفاص من الحديد، لا حاجة إلى إعادة ذكرها و بيانها لتقدم ذلك و بيانه غير ما مرة.
[1] «تعجب الضيوف المغاربة من مشاهدة العلم الأحمر الذي قام بتعليقه صاحب الفندق وسط ساحته.
كل البلدان التي تعتقد ديانة محمد يعتمدون العلم الأحمر و بداخله نجمة أو أكثر من نجمة أو نصف هلال أو ثلاثة أنصاف الهلال و ذلك حسب الدولة التي ينتمي إليها العلم كتركيا و مصر و تونس و المغرب ...».