responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 367

زيارة سجن مدينة طورين‌

ثم خرجنا من تلك العرصة و ذهب بنا إلى سجن‌ هذه البلدة، فدخلنا إليه فوجدناه مستديرا كالبرج، و قد أحدقت به بيوت صغيرة بعضها فوق بعض، و لعلها خمس طبقات و لكل طبقة سراجم و درابيز من قضبان الحديد، و الضوء منتشر في جميعه حتى قيل لهم من ضاقت عليه المعيشة منهم يرتكب جريمة فيدخل لهذا السجن فلعله يجده أفضل من محله، فانبسطوا لذلك ثم سرحت بصري في قطر دائرة هذا السجن، إذ فيه طرق متقابلة هي أقطار دائرته، و ظننت أن قطرها يكون نحو ثلاثمائة متر، و لم أكتف بهذا فسألت الترجمان فاستفهم عنه كبير السجن، فقال إما يزيد على ثلاثمائة متر أو ينقص. و هناك أناس يخدمون منهم النجارة يستخدمونهم بعض الناس، و السجان‌ يقبض لهم أجرتهم و لا يدفع لهم إلا ما يتوقفون عليه من النزر القليل. و عند خروجهم يتحاسبون معه، و يدفع لهم ما يجتمع عنده، و منهم أناس يغزلون الخيط كأن القيطان في نواعير على هيئة الشراطة فسئل أحدهم عن سبب سجنه، فقال إن رجلا سرق سرقة و أخفاها عنده، فسجن لأجل ذلك و حكم عليه بالسجن ثلاثة أعوام، و قد مر منها عام و نصف، و منهم أناس يصنعون صنيدقات من الكاغد للوقيد، قيل يخرج كل يوم من هذا السجن سبعون ألفا من تلك‌


[1] تعرضت السفارة المغربية لسرقة داخل القطار، لكن السلطات الإيطالية استطاعت إلقاء القبض على اللصوص كما سيأتي ذلك بتفصيل. في هذا الإطار تدخل زيارتهم لسجن طورين الجديدLe corceri nuove بدعوة من عامل المدينة ليؤكد لهم حقيقة إلقائهم القبض على المجرمين بعد أن تشكك الزبيدي في أن القبض على المجرمين ما هو إلا تغطية حكومية للموضوع.

( La Lombardia, Torino )

، بتاريخ 31/ 8/ 1876 م. جريدة.

[2] طبق نظام السجون الحديث أسلوب العمل الإجباري نظرا لحاجة النهضة الصناعية لأيدي عاملة، و ذلك بإجبار المحكوم عليهم على القيام بأعمال يدوية متنوعة مقابل أجور خاصة، قسم يحصل عليه مباشرة، و قسم يذخر له طول المدة المحكوم بها عليه ليستطيع مواجهة متطلبات المعيشة داخل المجتمع الجديد. (مؤسسة السجون، أحمد مفتاح البقالي، الرباط، 1979: 62).

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست