responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 326

إلى اللوحة التي تمسكه، فيكون منحرفا فيه تعريج، و المعلم الذي ينسج أسفل رجله اليمنى خشبتان كالجائزتين، تارة ينزل رجله عليهما معا و تارة على إحداهما فقط، و عند الخدمة تارة ينزل بعض تلك الخيوط المثقلة بالخفيف و تارة ترتفع، و هو يخدم بنزق واحد، فيرسله بيده اليسرى فيمر بين خيوط السدا ثم يجذب خيطا بيمناه في ناعورة، فوق المنسج و في وسطه، فيرجع ذلك النزق وحده بين خيوط السدا من اليمين إلى اليسار، و بعض المعلمين يخدمون النزق من الجهتين بتلك الناعورة، و يكون قابضا بإحدى يديه القنبة المعلقة في تلك الجرارة، و بالأخرى الدقاق الذي يدق به عند النسج، و كلما جذب تلك القنبة إلى جهة يأتي النزق إليها، و وجدنا رجلا آخر يخدم الموبر البرانية، و له سداوات ثلاث في منسج واحد إحداها حرير صافي، و الأخريان من قطن، و هو يجعل بين السدا ثلاثة قضبان من السلك الرقيق مجعوبة و مشقوقة، و يصلها بمحل النسيج و يرسل النزق ثلاث مرات/ 281/ ثم يأخذ حديدة لطيفة أرق من الميزق، و يشق برأسها الحرير الذي التوى على ذلك السلك المشنوق، فيقطع الحرير و يلقى الميزق ذلك الشق الذي في السلك، ثم يخرجه، و هكذا فيشق ذلك الحرير تطلع الوبرة على وجه الموبر، و هناك أناس آخرون يخدمون ثيابا فاخرة مشجرة بالذهب و بالحرير على أشكال و ألوان لا تكاد تحصى كثرة. و طولعنا بعينات منها عندهم مهيئة يرسلونها لمن يريد شراء شي‌ء منها، فمنها ما ثمنه يزيد على أربعين ريالا للقالة. و منها ما دون ذلك إلى أقل من ريال واحد للقالة.

و وجدنا هناك مكينة فيها مناسج عديدة، عرض كل منسج خمسة أمتار تخدم ثوب المسوس، و آلات النسج تخدم بحركات المكينة لا يمسها أحد إلا من يقابلها لمباشرة ما، كوصل خيط عند انفصاله أو شبه ذلك. و وجدنا طرفا منها منسوجا في غاية اللطافة و الرقة و الليونة، و ظننا أنه منسوج من الحرير، فأخبر كبير الفابريكة أنه من الحرير و شعر المعز أنصافا، و خيطه مبروم أرق من الشعرة بأضعاف، ة حتى قيل إن وزن أوقية من هذا الخيط يكون طوله ثلاثين ألف متر، و أيضا فالثوب الذي وجدته منسوجا عرضه خمسة أمتار، و طوله سبعة عشر مترا، قيل وزنه كيلو واحد، و ثمنه أربعون ريالا، فإذا قسم هذا المنكب الذي طوله خمسة أمتار، و هي تعدل تسعة أذرع تقريبا، على قالة و نصف يكون فيه ستة مناكب، و إذا قسمت هذه القطعة نصفين‌

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست