responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 325

عجيبة على عادتهم، و عبرنا على قناطر عديدة على ذلك الوادي، و رجعنا إلى نزولنا بعد ما غربت الشمس.

فابريكات خدمة الحرير و الديباج به‌

و في يوم السبت الواحد و العشرين منه‌ توجه بنا الترجمان‌ المذكور في ضحاه إلى دار فيها فابريكة صبغ الحرير الأسود فقط، فوجدنا فيها صناديق من عود مجلدة بالنحاس معمرة بماء الصباغة، و مدجات الحرير تجعل على أعواد و ترسل في ذلك الماء و تنصب/ 280/ على حرفي الصندوق طولا، و رأينا صندوقا ينصب فيه ماء الصباغة من جعبة طويلة قطر دورها يقرب من ربع ذراع. و ذكر أن هذه الدار تصبغ خمسمائة ألف كيلو في السنة، و أن فيها ثمانمائة من الخدمة.

و بعد صلاة الظهر توجهنا إلى بعض فابريكات صنع الديباج و الحرير، و توجه معنا عامل البلد، و عند دخولنا إليها وجدنا أولا رجلا قدامه منسج و هو ينسج فيه بوضربة من الحرير الأحمر و الأخضر من العينة التي تأتي للغرب، و ما يرى في بوضربة و غيره من التوريق و التشجير، ينسجونه في خيوط و يلفونه فيها، و يركبونها فوق المنسج في لوحة تمسك فيها و ترسل إلى أسفل، و تمر بين خيوط السدا التي ينسج فيها و تخرج منها حتى تقرب إلى الأرض، فيربطون بطرف كل خيط كالخيط من الرصاص ليبقى نزول كل خيط مستقيما من السدا إلى الأرض، و أما بقية كل خيط من فوق السدا


[1] 12 غشت سنة 1876 م.

[2]Soheffer الذي قال عنه الأديب العمراوي في تحفته» ... و لهذا الترجمان معرفة بكثير من علوم المسلمين، و يكتب بالخط المشرقي في كتابة جيدة و يحفظ أشعار عربية و نوادر أدبية، و يستحضر الآيات و الأحاديث و القصص و تواريخ الأمم الماضية ... فإنه يعرف اللسان العربي و الفارسي و التركي و جميع ألسنة النصارى ... مع ذلك كله فليس على أدبه طلاوة و لا في ألفاظه حلاوة فعلى كل أقواله ينزل المقت ... و كنا نتلمح في عينيه بغض المسلمين أكثر من غيره ... و لعل ذلك من اطلاعه على كتبنا ...».

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 325
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست