اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 266
بغبرة بيضاء مع الماء، يباشرن ذلك بأيديهن، ثم رجعنا إلى مدينة بروكصلا. و في يوم الثلاثاء الثامن عشر منه، أخذنا في التهيئ للسفر منها.
مدينة فانطي و الفابريكة التي فيها
و في يوم الأربعاء التاسع عشر منه، خرجنا منها و ركبنا في بابور البر في الساعة الثامنة صباحا، و ركب معنا نائب البلجيق قاصدين مدينة فانطي بإذن كبير الدولة، فوصلنا إليها بعد مضي ساعتين غير ربع، و التقى بنا قائدها و كبراء العسكر بالتعظيم على العادة، حتى أنهم فرشوا الأرض التي نزلنا فيها من البابور بالزرابي، و ذكر القائد أنه مأمور بأن يطلعنا على المكينات التي في البلد، فركبنا في الأكداش حتى وصلنا إلى دار فيها مكينة عظيمة هائلة لم نر مثلها فيما تقدم. قطر ناعورتها الكبرى أحد عشر مترا، و يلزمها من الفاخر سبعة آلاف قنطار في الجمعة، و ترمي في سيرها في الدقيقة الواحدة/ 226/ كما ذكر ستمائة قدم، و ميزانها مائة ألف قنطار و خمسة و ثلاثون ألف قنطار، و هم يخدمون بها الكتان الذي يجعل منه شراعات المراكب لهم و للصبنيول و الأنجليز و البروصيا و غيرهم. و إنهم حين استنبطوا هذه المكينة نقص من الصائر لهم الثلثان، و صار ربحا لأرباب هذه الدار. و فيها من الخدمة المقابلين لتصفية الكتان و غزله و صفحه و نسجه خمس و عشرون مائة، و المكينات هي المتكفلات بالخدمة، و الخدمة يباشرون منها ما خف، كوصل الخيوط
[2] «... استقبلوا بمحطة مدينةGano من عامل فلاندر الشرقية(La Flander) و عمدة المدينة، و قد ألح السفير على زيارة مؤسساتها الصناعية قبل أن يذهب إلى أنجلترا ...».