اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 265
ورقات من هذه العينة و أعظم منها يفصلونه ورقات بحجر الديمانط،/ 224/ و يخرجون من الورقة الواحدة ورقات عديدة على القدر الذي يريدونه. و وقفنا على أناس آخرين يريدون رفع زاجة عظيمة من قالبها بعدما مسحت، و ذلك أنها كانت مشدودة على قالبها المبسوط، فأخذوا يحركون بوجيين صغيرين كان وضع القالب عليهما، و عند تحريكه يرتفع القالب بزاجته الممسوكة فيه، و يكون أحد طرفيه ثابتا في الأرض، و المقابل له يرتفع حتى يشرف على الوقوف، فيحاديه رجلان من الجهتين، و يضع رجل آخر سلما على رأس هذا القالب و يصعد فيه و يمد الآلة الماسكة للزاجة، و ينزل و يحرك البوجيان فتشرف الزاجة على تمام الوقوف، فيتلقاها رجال آخرون، أربعة من كل جهة، و يحرك البوجيان أيضا فينزل القالب لمحله و تبقى الزاجة واقفة بين أيدي الرجال الثمانية، و يكونون قد وضعوا تحت حرفها الذي صارت واقفة عليه اشراكا من جلد، بأطرافها خرص من حديد كهيئة حزام البغال، فيأتي ثمانية رجال من كل جهة و يحملونها بتلك الأشراك، و يتقدم رجل قدامهم ماسكا لها و آخر وراءهم كذلك، و يمشون بها مشيا خفيفا هونا، و يحركون أرجلهم على كيفية واحدة كمشية العسكر حتى يوصلوها إلى محلها. و هذه الزاجة قيل في تكسيرها أربعة عشر مترا و نيف، و أن وزنها ثمانية قناطر، و ثمنها أربعمائة ريال و ستون ريالا. و وقفنا في هذه الدار على مكينات كثيرة مختلفة الأشكال./ 225/ في مواضع عديدة اتخذت لمسح ورقات الزاج، بحيث يجعلون الورقة فوق قالبها ممسوكة فيه، و أخرج من المكينة قضيب حديد جعل فيه كالأيدي من الحديد مبسوطة مربعة، و بطنت بالجلد، و يجعلون غبرة حمراء فوق الزاجة، و الماء يتقاطر عليها و الميكنة تحرك تلك الأيدي فوق الزاجة، و القالب مع هذا يتحرك حركة مغايرة لحركة الأيدي، لأن حركتها كأنها دورية، و حركة القالب من اليمين إلى اليسار، و قد تنوعوا في آلة المسخ و توسعوا فيها، و جعلوها على كيفيات مختلفات، و وجدنا في مواضع آخر نسوة يمسحن ورقات الزاج
[1] «... كما زارت السفارة المغربيةCharbonnage du Manbourgs ، و بعدها إلىVerreries Jonet ثم ركبوا القطار إلىCadelinsant ثم أخذوا القطار إلى» Couillet ... .