اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 264
ورقات الزاج العظام التي تصنع في طامير
و في الساعة الثالثة ركبنا في بابور البر توجهنا لمدينة طامير التي يصنع فيها ورقات الزاج الذي يصنع منه المرءات العظام التي هي أعظم بكثير من الورقات التي تصنع بالفابريكات الأخرى، و يصنعونه على كيفية أخرى. و بيانها أنهم/ 223/ اتخذوا ورقة حديد مبسوطة، ذات طول و عرض نحو ثمانية ذراع في مثلها، و جعلوا بطرفيها فتقيتين من حديد طولهما مثل طول هذه الورقة، و غلظهما على نسبة غلظ الزاجة التي يريدون صنعا. و وضع فوق هاتين الفتقيتي سارية من حديد، فيبقى بينها و بين الورقة المبسوطة مثل عرض غلظ الزاجة التي تصنع، ثم يخرجون الآنية التي طبخت فيها التخليطة من بيت النار بالبوجي و يؤتى بها و هي معلقة فيه حتى يوصلوها إلى تلك الورقة المبسوطة، و يفرغوها فوقها، و يمرون فوقها تلك السارية فتبسط تلك التخليطة على الورقة كلها طولا و عرضا. أما من جهة العرض فهي محصورة بالفتقيتين، لأجل ذلك يكون غلظها على نسبة واحدة. و أما طولها فما يخرج زائدا على الورقة يسقط و يزال، ثم بعد هذا يدخلونها لبيت نار لينة، و يتركونها هناك أربعة أيام صيانة لها و إصلاحها، و إذا تركت فيه نحو يومين أو أقل، يخشى عليها من الآفات العارضة، التي لا تؤثر فيها إذا تركت فيه أربعة أيام. و ذكر أنهم صنعوا ورقة من الزاج لسلطان الموسكو طولها ثمانية عشر مترا و عرضها كذلك. و نحن أيضا رأينا زاجة طولها أربعة أمتار و عرضها ثلاثة و نصف، و فوقها ستة رجال جاثية على ركبها، و هم يمسحونها كأنهم جالسون على دفة من العود. و وجدنا أناسا آخرين بين أيديهم
[2] كانت في القديم تعرف (بالقصدرة) تستعمل الزئبق الذي يصيب المشتغلين بأمراض خطيرة بسبب رائحته السامة، حتى استطاع الأنجليزي (درايتون) سنة 1843، تغطية الزجاج بطبقة من الفضة، و هي أقوى في عكس الصورة و الضوء من القصدير و الزئبق. (صناعة الزجاج، فؤاد مسعود).
[3] بعد عملية التفضيض تغسل المرآة جيدا، ثم توضع رأسيا حتى جفافها في غرف دافئة، و بعد ذلك تدهن بالورنيش. (نفس المرجع).
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 264