اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 263
مستويا لا اعوجاج فيه، فيدخلها بيت النار و يضعها فوق لوحة حديد هناك قد دهنت بدهن، فتنبسط على تلك اللوحة، و يخرجها و قد صارت ورقة مربعة طولها نحو ذراعين و نصف، و عرضها أزيد من ذراع، و يضعونها بعد ذلك في بيت نار لينة، و يتركونها حتى تبرد. و صنع بمحضرنا من هذه العينة نحو ست ورقات في أقرب مدة، و في هذه الدار من أنواع زاج الورقة عدد كثير صغير و كبير، و منه ما هو/ 222/ مسمر في صناديقه. و أوقفنا كبير هذه الدار على عينات بها من الزاج المصبوغ بالألوان، و بعضه فيه توريق عجيب و على المتعلمات اللواتي يشتغلن بتوريقه بالقوالب، بحيث يدهنه بدهن أبيض و حين يجف يضعن الورقة أمامهن و القالب المفتوح فيه التوريق فوقها، و تضع إحداهن يديها عليه و تمسح بالأخرى فوق القالب بشطابة من شعر صغيرة، فتزيل من ذلك الدهن من الزاجة ما فتح في القالب من التوريق. و ذكر لنا أن في مارس الفارط تحرك عندهم ريح عظيم ست ساعات، فسقطت منه ديار كثيرة، و سقطت دار هذه الفابريكة و أعيد بناؤها، و كان سقفها قبل بقناطر الحديد، و جعلت الآن من العود. و ذكر أن التخليطة التي يصنع منها الزاج توقد النار عليها عشرين ساعة، و تخدم في ثمان سوائع. و أجر المعلمين الذين يخدمون هناك ثمانون ريالا في الشهر. و هذا الزاج إذا أرادوا مسحه يجعلونه في صناديق معلقة كالمهد، و يجعلون فيه الماء و رملة بيضاء، و الصم الصغير المبسوط، و يشتغل بتحريك الصناديق حتى تمسح الورقة بذلك و تصير بها ضياء لامع.
[1] الأخضر و الأزرق و البنفسجي و الأحمر الغامق و غير ذلك من الألوان، حسب المواد المؤكسدة أو المواد المختزلة الموجودة بالخلطة الزجاجية، و يعتبر الزجاج الملون غال الثمن لأنه يحتاج إلى الدقة في عملية إنتاجه. (صناعة الزجاج، فؤاد مسعود).
[2] تنقش الزهور و الأشكال الهندسية على الزجاج لتزيد من قيمته الجمالية حيث يعكس الضوء و يحلله إلى أطياف مختلفة. (نفس المرجع). من خلال هذه المقارنة يظهر أن الجعيدي استطاع عن طريق الملاحظة الميدانية السريعة النفاد إلى صلب الصنعة.
[3] خلطات الزجاج كثيرة و تعد بالآلاف حسب نوع الزجاج المطلوب و مستوى شفافيته.
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 263