responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 234

عند ذلك على وجه المداعبة، أخبرنا يا مهندس عن كل هذه المدينة و عن طولها و عرضها. فقلت: ناولني المرءاة التي كان أمر مولنا المنصور بالله بشرائها، التي تقدر بها الأبعاد، و نخبرك- بحول الله- عن مطلبك. ثم نزلنا إلى الأسفل فكان عدد الدرج التي ارتقيناها مائة و ثمانين درجة. و هي تدور حول شكل مثمن بني بالرافد المنجور قد فتحت فيه كوات تشرف منها على أسفله فيرى باطنه كالبئر.

التوجه إلى مدينة الياج‌ لرؤية فابريكاتها

و عند رجوعنا أخبرنا بأن كبير هذه الدولة أذن لنا بالتوجه في بابور البر لمدينة تسمى الياج، بقصد رؤية الفابريكات التي فيها، اعتناء منه بالجانب العالي بالله، فخرجنا إليها و ركبنا في بابور البر في الساعة العاشرة من نهار الاثنين العاشر منه (، بعدما كان هيّأ لنا عربة مزخرفة، فيها أربع كنابيس و شليتان كبيرتان، ذلك بالموبر الأخضر، فجلس كل منا في محل يناسبه، و حين سافرنا رأينا الأرض التي عن يميننا و شمالنا كلها مزارع، و الأشجار و الأنهار ممتدة معها. و مررنا بجبال خرقت للبابور فكان يمر تحتها، و لو لا الضوء المتخذ في سقف العربية ما كان أحدنا يرى غيره، فمر ثابتا في هذه الطريق تحت أحد عشر جبلا، منها ما قطعه في دقيقة، و في دقيقتين، و في ست دقائق، و ما بين ذلك، و منها ما قطعه في عشر دقائق مجانية، و قد اتخذ فيه مواضع توقد دائما، و الطرق في وسطه متعددة، و كثيرا ما يلتقي فيه بابوران، كل منهما يجري على طريقه/ 184/ يتقدم لهم من الإعلام بذلك، و يتقرر عندهم على حسب مصطلحهم ليلا تقع المصادمة و العياذ بالله، و أما القناطير التي مررنا تحتها فهي كثيرة جدا، و مررنا على مدن و قرى عديدة، فكان البابور يقف في‌


[1] نظارة مزدوجة للأبعاد أو آلة المقراب البصري‌Jumelles .

[2]Liege .

[3] 3 يوليوز سنة 1876 م.

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست