اسم الکتاب : أحكام الغصب في الفقه الإسلامي المؤلف : عبد الجبار شرارة الجزء : 1 صفحة : 81
ان الفقهاء الآخرين لم يذكروا هذا القيد و ذلك كما يظهر لأنهم يرون ان مال الكافر مهدر المالية و ان كان مالا في العرف و اللغة كما تبينا.
[المبحث الثالث أسس النظرية أو أدلة حرمة الغصب]
أسس النظرية: استند الفقهاء في تحريم الغصب و استنباط بعض أحكامه و تأسيس قواعده على أدلة الكتاب و السنة و الإجماع على ان بعضهم ذهب في تحريمه إلى حجية العقل و انه يستقل بمحظوريته.
و نتناول هنا هذه الأدلة باسطين القول فيها ليتم لنا ما قررناه.
أدلة الكتاب:
وردت في الكتاب الكريم «القرآن» آيات كثيرة نستند إليها في الذهاب إلى حرمة الغصب.
و ننقل في كل آية نوردها آراء المفسرين من مختلف الاتجاهات.
أ- جاء في قوله تعالى في سورة البقرة [1]وَ لٰا تَأْكُلُوا أَمْوٰالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبٰاطِلِ وَ تُدْلُوا بِهٰا إِلَى الْحُكّٰامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوٰالِ النّٰاسِ.
و هذه الآية الشريفة من أبرز الأدلة على حرمة الغصب و قد ذكر علماء التفسير أنها تدل على حرمة أكل مال الغير بالباطل أي بدون وجه حق و من أبرز مصاديق ذلك الغصب و قد أورد الفخر الرازي [2] هذه الآية و عقب بقوله: قال الشيخ أبو حامد الغزالي: المال إنما يحرم لمعنى في عينه أو لحال من جهة اكتسابه و القسم الأول الحرام لصفة في عينه كالخنزير و الثاني ما يحرم لخلل من جهة إثبات اليد عليه.