قصوراً أو تقصیراً.

نعم مقتضی التحقیق الأدقّ والتعمیق الأکثر أن یقال: إن لفظ التساهل یمکن أن یتبادر منه غضّ البصر عن کرامة ولطف کما هو کذلک في مورد التسامح حیث إن الغضّ فیه ، صادر عن المسامحة واللطف ولذلک فسّر الجوهریّ نفسه التساهل في موضع آخر بالتسامحلکن علی أیّ حال هذا الاشتراک اللفظی أو المعنوی للفظ التساهل بین معنی إیجابی وسلبی وهما غضّ البصر وعدم المداقة تارة عن لطف وأخری من قصور مثلاً، مـمّا یبعّد رجحان استعمال لفظ التساهل في خصوص ما ینسب إلی الشرع الحکیم الحنیف. [1]

ممّا یؤیّد استعمال لفظ التساهل في المعنی السلبی المذکور ما ذکره بعض کبار العلماء حیث قال في خصوص ارتکاب بعض أطراف العلم الإجمالی ما نصّه:

.إن ارتکاب بعض الأطراف تساهل في الدین وعدم مبالاة بإلزامات المولی [2]

عنوان التسامح قید احترازی

الأصل في القیود احترازیتها لأنّ الغالب أن یؤتی بها للافتراق عن غیر المتصف بها وخلاف ذلک بأن یکون القید توضیحیاً غیر موجب لإخراج غیر الذات المتصفة بذلک الوصف، یحتاج إلی قرینة، والسرّ في کون الأصل في الأوصاف في کثیر من الموارد علی الاحترازیة حکم العرف العقلائی بأن المولی حینما یرید أن یأمر عبیده ویقول لهم: إکرام الفقیر العادل واجب، یتبادر منه إکرام خصوص الفقیر العادل دون الفقیر الفاسق لکون

[1] .1733، ص 5 . الصحاح، ج

[2] .45، ص 2 . تهذیب الأصول، ج