responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث تحلیلیة في قاعدة التسامح الفقهیة المؤلف : محرابی، محمدامین    الجزء : 1  صفحة : 62

دلالة العقل علی هذه القاعدة علی ما یأتی، فبهذا یتضح أیضاً أنّ العلة المقتضیة وهی إرشادیة الروایات الدالة علی مفاد القاعدة إلی ما یحکم به العقل أحد المباني في المسألة من حسن الانقیاد والعبودیة الانقیادیة.

أمّا لفظ التساهل فلربّما یخطر ببال الباحث جواز استعماله بدل التسامح، بأن یقال: التساهل في سند الأحکام غیر الإلزامیة، لکن التبادر العرفی یکذّب دعوی صحة هذا التصوّر ویخطّأ المعتقد بذلک، حیث إن المعنی العرفی المتبادر من لفظة التساهل غیر ما یتبادر من لفظة التسامح، کیف؟ فإن التسامح یراد منه عرفاً ولغة بناء علی اتحاد المعنین في المقام کما هو مشهود في کثیر من الموارد، غضّ البصر عن التدقیق والمداقة في الأمر انطلاقاً عن السماحة والکرم وعزة النفس مع أنّ ما یفهم من لفظ التساهل هو عدم الاعتناء قصوراً أو تقصیراً في الأمر وهو بعید عن شأن الشارع المقدّس کما هو واضح بأدنی تأمّل.

یمکن أن نشیر في المقام إلی المعنی اللغوی لکلمة التساهل حتی یتضح الفرق بینه وبین المعنی الذی یخطر إلی الذهن من لفظ التسامح، قال الجوهری في الصحاح ما نصّه:

السهل: نقیض الجبل وأرض سهلة والنسبة إلیه سهلی بالضمّ علی غیرقیاس، وأسهل القوم: صاروا إلی السهل ورجل سهل الخلق، والسهلة .رمل لیس بالدقاق والتسهیل التیسیر [1]

فإن تعریف السهل والتسهیل بالتیسیر یصطاد منه حال الرخاوة وعدم الاعتناء


[1] .1173، ص 5 . الصحاح، ج

اسم الکتاب : بحوث تحلیلیة في قاعدة التسامح الفقهیة المؤلف : محرابی، محمدامین    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست