اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 90
الظاهر ان الطريق الثاني أمتن وأوثق . فالطريقان نظير المشي الكلامي و الفلسفي في المسائل العقلية . فالمتكلم
يفرض اولا حدوث العالم مثلا ثم يتصدي للاستدلال عليه من هنا و هناك . اما الفيلسوف فيتوجه اولا الي حقيقة
الوجود و نظام العالم فيجعله موضوعا لبحثه ثم يتصدي لتحقيق خواصه و عوارضه، من الوجوب و الامكان و القدم
والحدوث و نحو ذلك من الانقسامات اللاحقة للوجود، ولامحالة ينتهي بحثه بالاخرة الي احراز وجود الخالق و
وجوبه و حدوث الخلق و امكانه .
اذا عرفت هذا فنقول : قبل الورود في اصل المسألة و ذكر الادلة الدالة علي لزوم الحكومة و كونها من برامج
الاسلام و وجوب اقامتها و الاهتمام بها ينبغي أن نقوم بسير اجمالي في الروايات و الفتاوي المذكور فيها لفظ
الامام، أو الوالي، أو السطان، أو الحاكم أو بيت المال، أو السجن، أو نحو ذلك في الابواب المختلفة، من أول الفقه الي
آخره، و تفتيش اجمالي عن قوانين الاسلام و مقرراته .
فهذه النظرة الاجمالية، مضافا الي أنها تعرفنا طبيعة فقه الاسلام و ماهيته، فهي تدلنا ايضا علي كون قوانين
الاسلام و مقرراته مبنية علي أساس الولاية و الحكومة الاسلامية أو واقعة في طريقها. و بتعبير آخر تدلنا علي كون
الدولة داخلة في نسج الاسلام و نظامه، و تعرفنا ايضا علي واجبات الدولة و صلاحياتها.
و سير الروايات و الفتاوي و ان أوجب التطويل، بل الملال لبعض القراء الكرام، ولكنه يشتمل علي فوائد كثيرة
أيضا. و ليس الغرض الاستقصاء، بل ذكر نماذج من الابواب المختلفة .
تصور الاسلام علي نحوين :
و اعلم أن تصور الاسلام و النظرة اليه علي نحوين :
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 90