اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 6
و نحن نعتقد ان الله - تعالي - من بدو نشاءة الانسان و خلقه لم يخلهم من الانبياء و الهداة الي الله - تعالي - بل أول
من خلقه منهم كان نبيا، فلعل الحكومة و مقرراتها بسذاجتها كانت من جملة البرامج التي أتي بها الانبياء من ناحية
الوحي حسب حاجة الانسان اليها في طبعه و ذاته .
فمنشاء الدولة و الحكومة في بادي الامر هو أمر الله و وحيه و ان انحرفت بعد ذلك عن مسيرها الصحيح بتغلب
الظالمين و الطغاة . و في الحديث عن النبي 6 قال : "كانت بنواسرائيل تسوسهم الانبياء كلما هلك نبي خلفه نبي ، و انه لا
نبي بعدي و ستكون خلفاء فتكثر."[1]
3 - أنحاء الحكومات الدارجة في البلاد:
الاولي : الملكية المطلقة الاستبدادية، و ذلك بان يتسلط الفرد بالقهر و الغلبة و بقوة العساكر و السلاح علي البلاد و العباد،
و ينزل بمعارضيه أشد العقوبات، و لا يتقيد بقانون ولا ضابطة خاصة بل يجعل مال الله دولا و عباده خولا، يحكم فيهم
بمايهوي و يريد، و يتصور كون السلطة ملكا طلقا له ولوارثه نسلا بعد نسل . و ربما يبلغ هذا السلطان في استعلائه و
استكباره حدا يسمي نفسه ظل الله في أرضه و مظهرا لقدرته و سلطنته، و قد يصل الي حد يدعي الربوبية كما اتفق
لفرعون و أمثاله .
و هذا القسم من الحكومة من ارداء أنواعها عند العقل و الفطرة . و أحسن التعبير عن هذا النوع من الحكومة هو ما
حكاه الله - تعالي - عن ملكة سباء "قالت : ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها و جعلوا أعزة أهلها أذلة، و كذلك يفعلون ."[2]الثانية : الملكية المشروطة المستحدثة في الاعصار الاخيرة، بان تعتبر الملكية حقا ثابتا وراثيا و لكن الملك محدود مقيد،
و يكون تدبير الامور محولا الي القوي الثلاث :
[1] صحيح مسلم 1471/3، الحديث 1842، كتاب الامارة، الباب 10 (باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء...).
[2] سورة النمل (27)، الاية 34.
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 6