اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 564
و دخول الانسان في الحياة الاجتماعية و في ظل المجتمع يقتضي طبعا التزامه بكل لوازمها. و اذا بدت فكرتان
مختلفتان في حفظ النظام و تأمين المصالح العامة فحفظ النظام و استقراره يتوقف قهرا علي ترجيح احديهما علي
الاخري في مقام العمل .
و في هذه الصورة لامناص من تغليب الاكثرية علي الاقلية، و عليه استمرت سيرة العقلاء أيضا في جميع
الاعصار و الامصار كما مر. اذ تغليب الاقلية ترجيح للمرجوح علي الراجح و العقل يحكم بقبحه .
فالاقلية الداخلة في المجتمع بدخولها فيه كأنها التزمت بقبول فكرة الاكثرية في مقام العمل، و التنازل عن فكرة
نفسها عند تزاحم الفكرتين .
ففي الحقيقة وقع الاطباق و الاتفاق علي الاخذ بفكرة الاكثرية في مقام العمل و ان أذعنت الاقلية ببطلانها ذاتا.
نظير مااذا استدعي الانسان تبعية دولة خاصة، فانها تقتضي التزامه بمقررات هذه الدولة أو ساهم في مؤسسة
تجارية مبتنية علي برنامج خاص ، فان نفس مساهمته في هذه المؤسسة التزام منه ببرامجها و أحكامها.
و بالجملة ، لكل من أقسام الحياة الفردية و العائلية و الاجتماعية لوازم و أحكام . و التزام الانسان بكل منها و
وروده فيها التزام منه بآثارها و لوازمها. فكما أن التزامه بالحياة العائلية التزام منه بآثارها من تحديد الحريات
الفردية و الالتزام بأداء حقوق العائلة من الزوجة و الاولاد، فكذلك وروده في الحياة الاجتماعية و الاستمتاع من
امكانياتها التزام منه بلوازمها، و من جملتها قبول فكرة الاكثرية و ترجيحها عند التزاحم في المسائل الاجتماعية
المختلفة التي من أهمها مسألة انتخاب الحاكم . فانه أمر أذعن به العقلاء و اختاروه حلا للمعضلة، حيث ان الامر
يدور بين اختلال النظام أو الاخذ باحدي الفكرتين، و الاول مما لايجوز عقلا و شرعا، فيتعين الاخذ بالاكثرية،
لترجح آراء الاكثرية علي آراء الاقلية من وجهين، كما مر.
و قدمر بالتفصيل بيان استمرار سيرة العقلاء علي تعيين الحاكم بالانتخاب، و أقمنا أدلة كثيرة علي امضاء الشارع
لهذه الطريقة عند فقد النص . و حصول
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 564