اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 45
"انت مني بمنزلة هارون من موسي الا انه
لانبي بعدي ." فاثبت له جميع مراتب هارون عن موسي . فاذن هو وزير رسول الله 6 و شاد أزره . ولولا انه خاتم
النبيين لكان شريكا في أمره ."[1]
فانظر يا أخي المسلم، ان هذه الكلمات اعترافات من عالم سني متتبع أودعها في تأليفه المشهور.
2 - و في خبر عمران بن حصين عن النبي 6: ما تريدون من علي ؟ ماتريدون من علي ؟ ماتريدون من علي ؟ ان عليا
مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن من بعدي ." [2] و سيأتي معني الولي و انه الاولي بالتصرف . و قوله : "من بعدي" ينفي
احتمال كون الولاية بمعني المحبة و المودة، و يعين كونها بمعني المتصرف في الامور. و في حياة النبي 6 كان
النبي 6 هو المتصرف في أمور المسلمين و كان علي (ع) في طاعته و منفذا لاوامره .
3 - و قد مر خبر بريدة و خبر زيدبن ارقم و قوله 6 فيهما: "من كنت مولاه فعلي مولاه ." و ذكرنا انه يستفاد من
قوله 6 قبل هذه الجملة : "ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم" انه يريد ان يثبت لعلي (ع) ما اثبته الله له من الولاية و
الاولوية، و الا كان ذكره لغوا.[3] و يأتي مثل ذلك في خبر عماربن ياسر ايضا في قصة التصدق بالخاتم في الصلاة و
نزول آية الولاية .
4 - و في صحيح البخاري بسنده عن ابراهيم بن سعد، عن ابيه، قال : قال النبي 6 لعلي : "أما ترضي ان تكون مني
بمنزلة هارون من موسي ؟"[4]أقول : و كما لم يكن أحد أقرب الي موسي من أخيه هارون (ع) فلذا خلفه في
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 211/13.
[2] سنن الترمذي 296/5، باب مناقب علي بن أبي طالب من أبواب المناقب، الحديث 3796.
[3] راجع ص 41 و 42 من الكتاب .
[4] صحيح البخاري 300/2، باب مناقب علي بن أبي طالب .
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 45