اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 446
و بعده أيضا للائمة من ولده، فمامعني
نصب الفقهاء ولاة بالفعل مع وجوده و ظهوره ؟ و لوقيل بعدم السلطة له بالفعل، قلنا ان الفقيه المنصوب من قبله أيضا
كذلك .
و السائل سأل عن المرجع للمحاكمات في عصر الامام الصادق (ع)، فلامجال لان يقال ان النصب منه (ع) كان
لعصر الغيبة فان السؤال علي هذا يبقي بلاجواب و يصير المقام من قبيل استثناء المورد و هو قبيح .
نعم يعقل نصب القاضي للمخاصمات الواقعة بين الشيعة لعصر الامام الصادق (ع) أيضا بعد عدم جواز الرجوع الي
قضاة الجور.
و مورد السؤال أيضا التخاصم، كما أن مورد نزول الاية المستشهد بها أيضا كان هو النزاع و التخاصم، كما مر.
و المجعول في خبر أبي خديجة بنقليه أيضا هو منصب القضاء.
و المرجع للامور الحسبية و ولاية الغيب و القصر و الممتنع أيضا كان هم القضاة، كما هو المتعارف في عصرنا
أيضا. و قدذكر الماوردي و أبويعلي أن نظر القاضي يشتمل علي عشرة أحكام أحدها فصل الخصومات، فراجع
[1].
و ذكر السلطان في المقبولة و مشهورة أبي خديجة ايضا كان من جهة أن المرجع للقضاء في الامور المهمة
المعتني بها كان هو شخص السلطان، مضافا الي أن التنفيذ و الاجراء أيضا كان بقدرته و قوته، و لولاه لم يتمكن
القضاة من تنفيذ أحكامهم .
اللهم الا أن يجاب عن هذا الاشكال بأنه ليس المقصود الاستدلال بالمقبولة لجعل الولاية الكبري للفقيه، بل
الامارة و العمل من قبل الامام المعصوم، كما في العمال المنصوبين من قبل الخلفاء. نظير مالك الاشتر من قبل
أميرالمؤمنين (ع).
فيصح نصب الفقهاء لذلك في عصر الحضور و عصر الغيبة معا غاية الامر كون تصرفاتهم في زمن عدم بسط اليد
محدودة، فتأمل .