اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 40
أي يسلم
بعضكم علي بعض . و قوله لبني اسرائيل : "فاقتلوا أنفسكم ." [1]
أي يقتل بعضكم بعضا.
و يشهد لهذا الاحتمال ان كلمة : "أولي" تفضيل من الولاية فيراد به تفضيل ولايته علي سائر الولايات، و لامحالة
ينحصر مورده ايضا في الامور التي يتصدي لها ولاية علي الغير.
فهذه اربعة وجوه في الاية . و لا يخفي كون الاول أعم و أشمل من الثاني ، و الثاني من الثالث . و قد قال بعض
الاعاظم ان اطلاق اللفظ يقتضي اختيار الاول . و لكن نقول انه يشكل الاخذ بالاطلاق، اذ لايمكن الالتزام به في
مثل الروابط و الحقوق الزوجية الشخصية مثلا، بل و في مثل التصرف في الاموال الشخصية و الزواج و الطلاق و
نحو ذلك، اللهم الا اذا توقف عليها في مورد خاص مصالح المجتمع، فتدبر.
و يؤيد الوجه الثاني وقوع الاية بعد الايتين النافيتين لكون الادعياء أبناء، و الظاهر اشارتهما الي قصة زيد. فيراد
بهذه الاية رفع توهم اختصاص زيد بالنبي و اختصاص النبي 6 به بالبنوة و الابوة، بل نسبة النبي 6 الي جميع
المؤمنين نسبة واحدة و له أولوية بالنسبة اليهم جميعا، لكونه بمنزلة الاب لهم كما ان أزواجه امهاتهم .
و في مجمع البيان :
"روي عن أبي و ابن مسعود و ابن عباس أنهم كانوا يقرؤون : "النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم
و هو أب لهم ." و كذلك هو في مصحف أبي ، وروي ذلك عن أبي جعفر و ابي عبدالله (ع)."[2]
[1] سورة البقرة (2)، الاية 54.
[2] مجمع البيان 338/4. (الجزء 8).
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 40