اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 389
فان قلت : خطاء العمال و القضاة واشتباهاتهم في عصر الامام المعصوم تجبر من ناحية الامام المعصوم بعد
انكشاف الخلاف و الخطاء، فلعل هذا هو الفارق بينهم و بين الفقيه في عصر الغيبة .
قلت : خطاء الفقيه و عماله أيضا يجبر بعد الانكشاف، اذ المفروض عدالة الفقيه و حسن ولايته .
و كيف كان : فالاخبار الدالة علي لزوم عصمة الامام لاتهدم ماأصلناه و أثبتناه من ولاية الفقيه العادل في عصر
الغيبة، بل هو في الحقيقة نائب عن الامام المعصوم الغائب و ان فرض كون انتخاب شخصه مفوضا الي الامة . كما كان
مالك الاشتر مثلا نائبا عن أميرالمؤمنين (ع) و مفترضا طاعته في نطاق حكومته . و العصمة انما تكون شرطا في
خصوص المنصوب من قبل الله أو من قبل النبي الاكرم 6 مباشرة باسمه و شخصه . فعليك بالتدبر التام في
ماحررناه دليلا علي دوام الامامة بالمعني الاعم، و عدم جواز تعطيلها في عصر من الاعصار.
السادس : كون الامام منصوصا عليه .
فقد قال باعتبار هذا الشرط أيضا أصحابنا الامامية، و دلت عليه
أخبارنا.
قال المحقق الطوسي "ره" في التجريد بعد اشتراط العصمة في الامام :
"و العصمة تقتضي النص و سيرته ."
و قال العلامة الحلي "ره" في شرحه :
"ذهبت الامامية خاصة الي أن الامام يجب أن يكون منصوصا عليه . و قالت العباسية ان الطريق الي تعيين
الامام النص أو الميراث . و قالت الزيدية تعيين الامام بالنص أو الدعوة الي نفسه . و قال باقي المسلمين : الطريق انما
هو النص أو اختيار أهل الحل و العقد. و الدليل علي ماذهبنا اليه و جهان :
الاول : أنا قدبينا أنه يجب أن يكون الامام معصوما، و العصمة أمر خفي لايعلمها
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 389