اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 346
الاساس لصلاح مستقبل المجتمع . و لا يقدر عليه الرجل بما جبل عليه من خشونة الطبع و الغلظة .
و في الحديث عن النبي 6: "الجنة تحت أقدام الامهات ."[1]و عن الامام الباقر(ع): "ان للام ثلثي البر، و للاب الثلث ."[2]
و التقوية الروحية للبعل ليتمكن من الجهاد و القيام بسائر النشاطات أيضا عمل شريف يساوي الجهاد في الفضل .
و في نهج البلاغة : "جهاد المراءة حسن التبعل ."[3]
و لايخفي أن تربية الاولاد و حسن التبعل كليهما من ثمرات العواطف الذاتية التي جعلت في طباع النساء. و اذا
تأملت و دققت النظر ظهر لك أن الاعمال الشاقة و ان كانت في عهدة الرجال ولكن أخلاق النساء هي المؤثرة في
كمية نشاط الرجل و حسن عمله . فهي الشريكة حقيقة في داخل البيت و خارجه، فتدبر.
واعلم : أنه بما ذكرناه من التفاوت الطبيعي بين الرجل و المراءة يظهر حكمة جعل الطلاق بيد الرجل، و حكمة
التفاوت في الميراث و الديات أيضا. اذ قدمر أن العواطف و الاحاسيس علي المراءة غالبة، و ضرر الطلاق عظيم
جدا. فلوجعل أمره بيد المراءة أمكن وقوعه كثيرا من جانبها كلما غلب عليها الاحساس أو ثارت فيها العواطف لجهة
من الجهات .
و أما الرجل فحيث تغلب عليه روح التدبير و النظر في عواقب الامور فهو يجتنب عنه غالبا اذا فكر في عواقبه
من انهدام أسرته و تضرر نفسه و أولاده .
و أما الميراث فانا اذا نظرنا الي مجموع الرجال و النساء جيلا بعد جيل وانتقال الثروات من نسل الي نسل لرأينا
ان المال يحتاج في الحفظ و التكثير الي العقل و التدبير. فجعل الله - تعالي - في مرحلة الحفظ و التكثير اختيار ثلثي
المال بيد الرجال و الثلث الي النساء، حفظا لكرامتهن .
[1] مستدرك الوسائل 628/2، الباب 70 من أبواب أحكام الاولاد، الحديث 4.
[2] الوسائل 209/15، الباب 94 من أبواب أحكام الاولاد، الحديث 4.
[3] نهج البلاغة، فيض 1152/; عبده 184/3; لح 494/، الحكمة 136.
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 346