responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 179
قد بلغتماني ماأرسلكما به معاوية، فاسمعا مني ثم أبلغاه عني وقولا له : ان عثمان بن عفان لايعدو أن يكون أحد رجلين : اما امام هدي حرام الدم واجب النصرة لاتحل معصيته ولايسع الامة خذلانه، أو امام ضلالة حلال الدم لاتحل ولايته ولانصرته، فلايخلو من احدي الخصلتين .

والواجب في حكم الله وحكم الاسلام علي المسلمين بعدما يموت امامهم أو يقتل، ضالا كان أو مهتديا، مظلوما كان أو ظالما، حلال الدم أو حرام الدم، أن لايعملوا عملا ولايحدثوا حدثا ولايقدموا يدا ولارجلا ولايبدؤوا بشئ قبل أن يختاروا لانفسهم اماما عفيفا عالما ورعا عارفا بالقضاء و السنة يجمع أمرهم و يحكم بينهم و يأخذ للمظلوم من الظالم حقه و يحفظ أطرافهم و يجبي فيئهم و يقيم حجتهم (حجهم وجمعتهم - البحار) ويجبي صدقاتهم ثم يحتكمون اليه في امامهم المقتول ظلما ليحكم بينهم بالحق . فان كان امامهم قتل مظلوم حكم لاوليائه بدمه، وان كان قتل ظالما نظر كيف الحكم في ذلك .

هذا أول ماينبغي [1] أن يفعلوه ان يختاروا اماما يجمع أمرهم ان كانت الخيرة لهم و يتابعوه و يطيعوه، و ان كانت الخيرة الي الله - عزوجل - والي رسوله فان الله قد كفاهم النظر في ذلك و الاختيار، و رسول الله 6 قدرضي لهم اماما و أمرهم بطاعته و اتباعه، و قد بايعني الناس بعد قتل عثمان و بايعني المهاجرون و الانصار بعدما تشاوروا في ثلاثة أيام، وهم الذين بايعوا أبابكر و عمر و عثمان و عقدوا امامتهم . ولي ذلك أهل بدر والسابقة من المهاجرين و الانصار، غير أنهم بايعوهم قبلي علي غير مشورة من العامة و ان بيعتي كانت بمشورة من العامة، فان كان الله - جل اسمه - جعل الاختيار الي الامة وهم الذين يختارون و ينظرون لانفسهم، و اختيارهم لانفسهم و نظرهم لها خير لهم من اختيار الله و رسوله لهم، وكان من اختاروه و بايعوه بيعته بيعة هدي و كان اماما واجبا علي الناس طاعته و نصرته، فقد تشاوروا في واختاروني باجماع منهم . و ان كان الله - عزوجل - الذي يختارو له الخيرة فقد اختارني للامة و استخلفني عليهم و أمرهم بطاعتي ونصرتي في كتابه المنزل و سنة نبيه 6. فذلك أقوي لحجتي و أوجب لحقي . الحديث ."[2]

و دلالة الخبر علي لزوم الامامة و ضرورتها في كل عصر، و وجوب اهتمام الناس

[1] و في البحار: ... كيف الحكم في هذا. و ان أول ماينبغي ....
[2] كتاب سليم بن قيس 182/، وبحار الانوار ‌555/8 من ط. القديم، الباب 49 من كتاب ماوقع من الجور... .
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست