اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 162
الدليل الاول :
انه قد حصلت لنا من السبر الاجمالي للاخبار و الفتاوي نتيجتان :
الاولي : ان دين الاسلام ليس كما يزعمه بعض البسطاء السذج من المسلمين، بل و بعض السذج من علماء الدين
أيضا - نتيجة لالقاءات المستعمرين و عملائهم - ليس منحصرا في عدة أعمال عبادية و آداب و مراسيم شخصية
فقط، بل هو نظام واسع كافل لجميع مايحتاج اليه الانسان و يواجهه في معاشه و معاده من بدو تكونه الي آخر
مراحل حياته من المصالح الفردية و الاجتماعية، و ما يجب أو ينبغي أن يكون عليه الانسان في قبال خالقه و
عائلته و بيئته، و علاقاته الاقتصادية و السياسية و روابط الحاكم و الرعية و علاقته مع سائر الامم ونحو ذلك .
الثانية : ان الاسلام ليس ينحصر في التقنين و التشريع فقط من دون التفات الي القوة المنفذة و شرائطها، بل
شرعت أحكامه و مقرراته علي أساس الحكومة الصالحة العادلة التي تقدر علي اجراء المقررات و تنفيذها. فاشتبك
فيه التقنين و التنفيذ معا و كانت الحكومة الصالحة المنفذة للقوانين من أهم برامجه و داخلة في نسجه و نظامه، بنحو
يوجب تعطيل الحكومة تعطيل الاحكام و اهمالها. فيجب علي المسلمين الاهتمام بأمر الحكومة . و قد تحصلت لك
هاتان النتيجتان من سبر الاخبار و الفتاوي و الدقة فيها، كما مر.
ولوفرض المناقشة في استفادة تعين الحكومة من الفتاوي المذكورة فيها ألفاظ الامام و الحاكم و نحوهما
باحتمال ان يكون كلام الفقهاء من باب رعاية الاحتياط و الاخذ بالمتيقن، اذ الموارد من الامور الحسبية المطلوبة
علي كل حال و يجوز لكل مؤمن التصدي لها و اعمالها، فلاتسري المناقشة الي الاخبار الكثيرة التي تعرضنا
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 162