اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 120
و أميرالمؤمنين (ع) كمالك الاشتر و
غيره أيضا الجهاد. و مثل الفقيه العادل العالم بالحوادث و المشاكل في عصر الغيبة كمثل أمراء الجيوش و العمال
المنصوبين من قبلهما(ع) في عدم وجود العصمة لهم ومع ذلك يفترض طاعتهم لولايتهم، كما سيأتي بيانه .
فلاينحصر الامام المفترض طاعته في الامام المعصوم . و اجماع الغنية و التذكرة أيضا علي عنوان الامام العادل
في قبال الامام الجائر الذي أجازه أحمد تبعا لرواية أبي هريرة .
نعم، في الرياض هنا أضاف لفظ المعصوم، كما لعله كان هو المتبادر في أذهان غيره أيضا و ربما صرحوا به ايضا.
و لكن فهمهم و أنس ذهنهم ليس من الحجج الشرعية .
ولوقيل في وجهه أن الامام المعصوم يجبر اشتباه عما له و تخلفاتهم، قلنا ان الفقيه العادل أيضا بمقتضي عدالته
يجبر التخلفات و الاشتباهات بعد انكشافها.
و الجهاد قد شرع لرفع الفتنة و كون الدين كله لله، كما في الاية، وحينئذ فهل يمكن الالتزام بأن الله - تعالي -
لايريد رفع الفتنة و ان يكون الدين لله في عصر غيبة الامام المعصوم وان طالت آلاف سنة ؟! و قد مر عن النبي 6
أن "الخير كله في السيف و تحت ظل السيف . ولايقيم الناس الا السيف ."[1] و عن أميرالمؤمنين (ع) أنه "ما صلحت دنيا
ولادين الا به" [2] أي بالجهاد.
فهل يمكن الالتزام بأن الله لايريد الخير وصلاح الدنيا و الدين للبشر و للمسلمين في عصر غيبة الامام الثاني
عشر؟! و هل يجوز العقل أن يترك الناس في عصر الغيبة بلاتكليف في قبال الجنايات و الفساد و الكفر و الالحاد
الي أن يظهر صاحب الامر؟!
نعم، كون الامر مهما مرتبطا بالدماء والاعراض والاموال يقتضي أن يكون
[1] الوسائل 5/11، الباب 1 من أبواب جهاد العدو، الحديث 1.
[2] الوسائل 9/11، الباب 1 من أبواب جهاد العدو، الحديث 15.
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 120