اسم الکتاب : نظام الحكم في الاسلام المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 74
ومن قوة حافظة للنظام، ومانعة من التعدي .
ولو فرض محالا أو نادرا تحقق الرشد الاخلاقي في جميع أفراد البشر
والتناصف والايثار بينهم، فالاحتياج الي نظام يدبر أمورهم ويؤمن حاجاتهم
- من جلب الارزاق وتأمين الامور الصحية والتعليم والتربية والمواصلات وايجاد
الطرق وسائر المؤسسات الرفاهية، وجباية الضرائب، لتأمينها - مما لا يقبل
الانكار. ولا يختص هذا بمصر دون مصر، أو عصر دون عصر، أو ظرف دون
ظرف . فلا يجوز للشارع الحكيم اللطيف بالامة الاسلامية اهمال هذه المهمة وعدم
تعيين واجب المسلمين بالنسبة الي أصلها وشرائطها وحدودها في عصر الغيبة،
لعدم تفاوت الازمنة في ذلك .
فعن أبي عبدالله(ع) قال : "ان الله - تبارك وتعالي - أنزل في القرآن تبيان كل
شئ، حتي - والله - ما ترك الله شيئا يحتاج اليه العباد، حتي لا يستطيع عبد يقول :
لو كان هذا أنزل في القرآن، الا وقد أنزله الله فيه ..."[1].
وعنه (ع) أيضا قال : سمعته يقول : "ما من شئ الا وفيه كتاب أو سنة"[2].
فاذا فرض أن الاسلام لم يهمل مثل ارش الخدش والجلدة ونصف الجلدة، فكيف
يهمل ما فيه نظم أمر الامة بعد النبي 6 أو في عصر الغيبة ؟
الدليل الثالث
ما رواه الفضل بن شاذان وفيه : "فان قال : فلم جعل أولي الامر وأمر
بطاعتهم ؟ قيل : لعلل كثيرة :
منها: أن الخلق لما وقفوا علي حد محدود وأمروا أن لا يتعدوا ذلك الحد،