اسم الکتاب : نظام الحكم في الاسلام المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 491
الثانية : في أن الانفال لله والرسول وبعده للامام ومعني كونها للامام :
لا يخفي أن المالك لجميع الاشياء والاموال أولا وبالذات هو الله - تعالي -
فهو يملكنا ويملك جميع الاشياء والاموال بالملكية الحقيقية والواجدية التكوينية،
وعلي هذا الاساس يعتبر الملكية الاعتبارية أيضا لله - تعالي - وفي طولها للرسول
والامام .
وأما ملكنا للاشياء فملكية اعتبارية محضة علي أساس أن الانسان أيضا
مالك لعقله وفكره وقواه تكوينا في طول مالكية الله - تعالي - لكل شئ. وبتبع
ذلك يملك محصول أفعاله من احياء الاراضي وحيازة المباحات وصنعه في
المواد الاولية .
ومقتضي ما ذكرناه عدم مالكيته لما لم يقع تحت صنعه وفعله كالبحار
والقفار والاجام ونحوها، فهي تبقي علي اطلاقها الاولي ملكا لله - تعالي - وقد
جعلها الله - تعالي - تشريعا للرسول وتحت اختياره وبعده للامام القائم مقامه بما
هما امامان .
ومعني كون الخمس أو الفئ أو الانفال للامام يحتمل فيه بالنظر البدوي
ثلاثة احتمالات :
الاول : أن يكون عنوان الامامة عنوانا مشيرا الي شخص الامام المتصدي
للامامة، فأمير المؤمنين (ع) مثلا في عصر امامته ملك جميع الاخماس والفئ
والانفال لا بجهة امامته بل بشخصه .
الثاني : أن تكون حيثية الامامة حيثية تعليلية، فامامة علي (ع) مثلا صارت
علة لصيرورة الاخماس والانفال لشخص علي (ع) في عصر امامته أجرة
لامامته مثلا والعلة واسطة للثبوت .
الثالث : أن تكون حيثية الامامة حيثية تقييدية تكون في الحقيقة هي
اسم الکتاب : نظام الحكم في الاسلام المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 491