اسم الکتاب : موعود الاديان المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 281
لا تكون أرضية ظهور الاستعدادات الذاتية هناك للناس، و قهرا لا تتم
الحجة علي الناس و لا يتقوي ايمان المؤمنين كما ينبغي .
اضافة الي هذا فان الانسان خلق مختارا حرا و باختياره انتخب
الايمان أو الكفر، و حصول ملكة الكفر و الايمان أمر تدريجي لا يتم في
ليلة أو ضحاها، بل يكون حصولها و تقويتها و تحكيمها في مهب صعاب
الابتلاءات والحوادث المتنوعة، و الاية الشريفة : (ليهلك من
هلك عن بينة و يحيي من حي عن بينة ) [1] تشير الي هذا المعني .
دور الابتلائات في انقطاع البشر عن غير الله
من جانب آخر لو نزل الامداد الالهي الخاص علي البشر من دون ابتلاء
و امتحان من الممكن أن الناس العاديين البسطاء الذين علقوا آمالهم علي
الاسباب و العلل المادية ينسبوا تلك الافعال الي قدراتهم الذاتية، و يبقي
ايمانهم ناقصا بالقدرة الالهية الخارقة للعادة و عدم استقلال أسبابها و
عللها.
و لهذا السبب جرت السنة الالهية علي وضع أولياء الله و أتباعهم موضع
ابتلاءات صعبة حتي يصل الامر ببعضهم الي أن يبلغوا الي حد اليأس و
القنوط من العلل و الاسباب الظاهرية، و من عدم تأثير دعوتهم، و الخوف
من الانكسار و الهزيمة، و هذا ما يشير اليه القرآن الكريم بقوله :