اسم الکتاب : موعود الاديان المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 280
بالمدد الغيبي و ندأات السماء - التي ذكرت في روايات عديدة -[1] سريعا
و ممكنا، الا بعد مضي كل هذه القرون من الغيبة و انتظار الفرج و تحمل
الصعاب و الامتحانات المختلفة بالنسبة للناس ؟
أليس الله بقادر أن يبقيه ظاهرا و يحميه بقدرته من كل الاخطار
المحدقة و بالامدادات الغيبية و الملائكة كما يفعل الان في غيبته ؟
نقول : يستفاد من القرآن و الروايات العديدة أن النصر الالهي أو الاتيان
بالمعجزة بواسطة الانبياء و القيام بأفعال خارقة للعادة و العلل الظاهرية و
الخارجة عما هو متعارف، عن طريق الاولياء، له شرائط و مقدمات من
جملتها : اتمام الحجة الالهية علي المعاندين و المنكرين، ابتلاء المؤمنين و
امتحانهم من أجل تقوية ايمانهم و اكتشاف استعداداتهم و قدراتهم علي
تحمل أمانتهم و ظهور و بروز كامل خبائث الكفار و المشركين الباطنة . فأي
نصر الهي أو معجزة لا تكون مقرونة بهذه المقدمات و الشروط لا يكون لها
التأثير المطلوب، و ستكون في الحقيقة عبث و لغو.
و علي هذا الاساس فلو أن الله تعالي أنزل نصره بالمعجزة علي
موسي (ع) و علي نبينا الاكرم محمد6 في بداية الامر فلم يكن هناك
لا امتحان و اختبار للمؤمنين و لا يفرق أو يميز المؤمن عن الكافر، و