اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 492
الايمان لمخاطبته بها اجمالا و ان لم يخاطب بفعل الصلاة و ترك الزنا مثلا، فما هو المدعي
تكليفهم اجمالا و ما هو المنفي في الخبرين تكليفهم تفصيلا بخصوص عناوين الفرائض و ليس
موضوع التكليف عنوان الكافر او المسلم او أشخاصهما، بل الاحكام تجعل بنحو القضية
الحقيقية علي العناوين الكلية الشاملة لهما، كعنوان المستطيع او البالغ العاقل او نحو ذلك و
لايؤخذ في الموضوعات بنحو القيدية الا ما هو دخيل في المصالح و المفاسد التي هي ملاكات
الاحكام، و ليست القضية الكلية المحصورة الحقيقية عبارة اخري عن مجموع قضايا جزئية او
شخصية بل هي قضية واحدة بملاك واحد و له صدق واحد و كذب واحد و نقيضها سلب
هذه الكلية أعني السالبة الجزئية، فليس الكافر بعنوانه مخاطبا او موضوعا للحكم الشرعي
حتي يحكم باستهجان خطابه، بل الناس بما هم بالغون عاقلون، مكلفون اجمالا بالايمان بالله و
بالرسول و بجميع ما جاء به من الله - تعالي - و يشترك فيها الكافر و المسلم و العالم و الجاهل
بمعني كونها حجة علي الجميع، غاية الامر تنجزها علي العالم و الجاهل المقصر دون القاصر
فتدبر.
الثالث من الوجوه التي ذكرها صاحب الحدائق :
"لزوم تكليف ما لا يطاق اذ تكليف الجاهل بما هو جاهل به تصورا و تصديقا
عين تكليف ما لايطاق ."
و فيه أن العلم او التمكن منه شرط للتنجز لالنفس التكليف لاشتراك العالم و الجاهل
بقسميه في أصل التكليف كما عرفت آنفا كيف و جعل العلم بالتكليف مأخوذا في موضوعه
يستلزم الدور كما حرر في محله .
الرابع : الاخبار الدالة علي وجوب طلب العلم كقوله : "طلب العلم فريضة علي
كل مسلم" ، فان موردها خصوص المسلم دون مجرد البالغ العاقل .
و فيه ما لايخفي .
الخامس : اختصاص الخطاب القرآني بالذين آمنوا في بعض الاحكام فيحمل عليه ما
ورد بقوله : يا أيها الناس، حمل المطلق علي المقيد.
و فيه أيضا ما لا يخفي .
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 492