responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 48

هل الواجب مطلق المقدمة أو ما قصد به التوصل أو خصوص الموصلة ؟

أقول : و لبعض أعاظم المحققين في هذا المقام بيان في اثبات اعتبار قصد التوصل في وقوع المقدمة علي صفة الوجوب، و لابأس بالاشارة اليه مع ما فيه فنقول : قد أسس المحقق المزبور بنيان كلامه علي مقدمتين :

الاولي أن الجهات التعليلية في الاحكام العقلية كلها راجعة الي الحيثيات التقييدية ; فالواجب في باب المقدمات بحسب الحقيقة هو التوصل الي ذي المقدمة لانه الملاك لوجوب المقدمة، و قد قلنا: ان الوجوب في الوجوبات العقلية للجهات بحسب الحقيقة . الثانية أن كل حكم من الاحكام انما يتعلق في الحقيقة بما يقع من الطبيعة معلولا للارادة، لابمطلق الطبيعة، اذ هو جامع لما يقع منها بالارادة و لما ليس كذلك ; والتكليف بالنسبة الي ما لايقع منها بالارادة تكليف بأمر غير اختياري . ففيما نحن فيه بعد ما ثبت في المقدمة الاولي أن الوجوب بحسب الحقيقة يتعلق بالتوصل، نضيف اليه هنا أنه يتعلق بالتوصل المعلول للارادة و القصد، فثبت المطلوب . هذا ملخص كلامه .

أقول : و في المقدمة الثانية نظر، اذ الميزان في اختيارية الفعل و مقدوريته كون الفاعل بحيث ان أراده فعله و ان لم يرده لم يفعله ; و صدق الشرطية لايستلزم صدق الطرفين و الا لما كان عدم الممكنات مقدورا للحق تعالي،

هذا مضافا الي أن التكليف انما يتعلق بالطبيعة المهملة الجامعة لما يوجد منها بالارادة و لما ليس كذلك، و الجامع بين الاختياري و غير الاختياري اختياري بالضرورة، كما هو واضح . ثم ان ما ذكره "من أن الملاك لوجوب المقدمة هو التوصل بها الي ذي المقدمة" أمر قد اختاره في قبال المحقق الخراساني فانه قال في كفايته : "ان الملاك لوجوب كل مقدمة و الغرض منه هو التمكن من ذي المقدمة بالنسبة الي هذه المقدمة" و قد رد عليه هذا المحقق بأن التمكن من ذي المقدمة ليس معلولا لوجود المقدمة، بل معلول للتمكن منها، و لنا في هذاالامر أيضا اشكال لامجال لذكره فتدبر.[1]

[1] نهاية الاصول، ص 193.
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست