اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 475
أصحابنا فلاوجه لادعاء الشهرة في المسألة فضلا عن الاجماع، و اجماع المتاخرين علي فرض
ثبوته لايفيد.
و ليس الاجماع بما هو اجماع حجة عندنا و ان جعله المخالفون حجة و استدلوا عليها
بأمور: منها ما رووه عن النبي 6 أنه قال : "لاتجتمع أمتي علي خطاء" و
الحديث لم يثبت عندنا و انما نؤمن بحجية الاجماع اذا كان كاشفا عن قول المعصومين (ع)
فمحله المسائل الاصلية المتلقاة يدا بيد لا المسائل التفريعية الاستنباطية .
و علي هذا فليس لانكار الضروري موضوعية و ليس بنفسه موجبا للكفر بل ان رجع
انكاره الي انكار الرسالة بأن كان ملتفتا الي كونه من الدين و مع ذلك أنكره .
فان قلت : فعلي هذا لايبقي فرق بين الضروري و غيره أصلا.
قلت : نعم و لذا مر عن مجمع البرهان كفر من أنكر ماثبت عنده كونه من الدين بالبرهان و
لو لم يكن مجمعا عليه فضلا عن كونه ضروريا.
نعم لعل بينهما فرقا في مقام الاثبات فلو كان أحد في مناطق الاسلام و بلاده و نشاء بين
المسلمين بحيث يبعد جدا عدم علمه بواضحات الاسلام و ضرورياته فتصير ضرورية
المسألة أمارة عقلائية علي علمه بكونها من الاسلام و يرجع انكارها الي انكار أصل الرسالة
و لو بجزئها و الا فلوثبت كون انكار الشخص لشبهة او كان الشخص جديد الاسلام او بعيدا
عن مناطق الاسلام فلا أمارة و لا طريق الي احراز كون انكاره راجعا الي انكار الرسالة و
الاسلام و لاجل ذلك قال في المتن : "و منكره مع العلم به كافر".
الفائدة الثانية : الاستدلال لكون انكار الضروري موجبا للكفر مطلقا و نقده
هذا، و القائلون بكون انكار الضروري مطلقا موجبا للكفر يتمسكون بوجوه :
الاول : أن الاسلام عبارة عن مجموع العقائد و الاحكام المخصوصة المقررة من جانب الله
و يجب علي المسلمين الالتزام بها فمن أنكر واحدا منها فقد أنكر الاسلام ببعضه .
ان قلت : لنا أخبار كثيرة تدل علي أن الاسلام الذي به تحقن الدماء و تحل المناكح و يثبت
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 475