اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 440
والمناسب في باب الحج تصدي أميرالحجاج له و ان لم يكن نفس الامام، فيجوز بل يجب
تصديهما له و لاسيما اذا فوض الامام اليهما ذلك بالصراحة .
نعم، في النفس شئ بالنسبة الي القضاة و هو أن الماوردي و أبايعلي لم يذكرا ذلك في عداد
ما ذكراه من اختيارات القضاة، و لو كان الهلال أمرا مرتبطا بهم في تلك الاعصار كان
المناسب تعرضهما له كما تعرضا له في ولاية الحج كما مر. هذا.
و قد يقال : انه يجب علي الفقيه كفاية التصدي له اذا لم يكن الهلال واضحا للناس
واختلفوا فيه، لانه من الامور الحسبية التي لايجوز اهمالها، و لانه باب من أبواب الامر
بالمعروف و النهي عن المنكر و دفع الهرج و المرج . و يجب علي الناس أيضا الرجوع اليهم في
ذلك، لانه من الحوادث الواقعة التي أمروا بالرجوع فيها الي رواة حديثهم .
أقول : مقتضي ذلك أن يجب مع عدم الفقيه تصدي عدول المؤمنين له و نفوذ حكمهم فيه،
و الظاهر أنه لايقول بذلك أحد، فتدبر.
الفرع الثاني : ما هو الملاك في الحكم ؟
الحكم عبارة عن انشاء الالزام بشئ أو ثبوت أمر، و لايتعين أن يقع بلفظ: "حكمت" او
غيره من مشتقات هذه المادة أو ما يرادفه، بل يكفي فيه قوله : "اليوم من رمضان او شوال،
او يجب عليكم صوم اليوم او الفطر فيه" و نحو ذلك مما هو حكم واقعا و بالحمل الشائع،
فاللازم واقع الحكم لامفهومه . و في كفاية قوله : "ثبت عندي" اشكال اذ ظاهره الخبر لا
الانشاء كما لايخفي .
الفرع الثالث : اعتبار حكم الحاكم ليس بنحو السببية
ليس حكم الحاكم في الهلال و في سائر الموضوعات علي القول به ملحوظا بنحو السببية
في عرض الواقع و مغيرا له، بل هو طريق شرعي الي الواقع و حجة عليه كسائر الامارات و
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 440