اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 40
الشرطية الواقعية و جعل فرد طولي لما هو المأمور به ; و لازم ذلك حمل
الواقع علي الانشائية المحضة . و بهذا البيان يظهر أن كيفية الجمع بين
الحكمين في المقام تخالف كيفيته في سائر المقامات ."
أقول : لايخفي أن المعذرية ليست أثرا للحكم الظاهري بنحو يكون جعله بلحاظها، اذ في
موارد الجهل بالواقع و عدم تمامية الحجة عليه تكون المعذورية مستندة الي عدم انكشاف
الواقع و عدم تمامية الحجة بالنسبة اليه، لا الي انكشاف الخلاف و قيام الحجة علي خلاف
الواقع، فلو فرض عدم قيام الحجة علي الخلاف أيضا كان المكلف معذورا لاجل الجهل
بالواقع، و في موارد انكشاف الواقع و تمامية الحجة بالنسبة اليه كما في ما نحن فيه و ان كان
جعل الحكم الظاهري المؤدي الي خلاف ماقامت عليه الحجة معذرا للعبد; و لكن لامجال
لجعله بلحاظ هذا الاثر، لاستلزام ذلك تفويت الغرض و الواقع بلاجهة ملزمة، هذا.
و لكن جعل الحكم الظاهري في القسم الثاني بعد تحقق المصحح لجعله "من التسهيل و
نحوه" يترتب عليه المعذرية أيضا; و هذا بخلاف جعله في القسم الاول، أعني صورة عدم
تمامية الحجة بالنسبة الي الواقع . فما ذكره سيدنا الاستاذ الاكبر - مدظله العالي - من عدم كون
المعذرية أثرا للحكم الظاهري "في هذا القسم" لعله أراد بذلك عدم كونها أثرا مصححا
لجعله و هو كذلك ; الا أنه يمكن أن يورد عليه أن المعذرية ليست أثرا مصححا في سائر الموارد
أيضا; بل ليست أثرا للحكم الظاهري أصلا كما عرفت .[1]
الفائدة الثامنة : الترتب في الجمع بين الحكم الواقعي و الظاهري
"نقل كلام المحقق الشيرازي في الجمع بين الحكم الواقعي و الظاهري
بنحو الترتب و نقده، و أن مايجري في الضدين لايجري هنا.
... هذا كله في مايتعلق بالضدين، و أما ما نحن فيه، فلايجري فيه هذا
البيان، اذ الفعل المحرم واقعا اذا قامت الامارة علي وجوبه - مثلا - يلزم بناء