اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 386
بني أمية، فدل علي ثبوت الذم لكل ما لو ترك لم يتحقق المعصية من الغير."
راجع الوسائل، و متن الحديث هكذا: فقال أبوعبدالله (ع): "لو لا أن بني أمية
وجدوا من يكتب لهم و يجبي لهم الفي و يقاتل عنهم و يشهد جماعتهم لما سلبونا حقنا."
الحديث ."[1]
و حكومة بني أمية الموجبة لسلب حقهم (ع) قائمة بأعمال الجميع، بحيث يكون عمل كل
منهم جزء من علتها، و دفعها يتحقق بترك الجميع أعمالهم، فترك كل واحد منهم عمله
دخيل في دفع حكومتهم، فيكون واجبا والعمل حراما و ان لم يكن بوحدته كافيا لدفعها.
هذا.
مناقشة المحقق الخوئي (ره) و نقدها
و قد أجاب في مصباح الفقاهة عن الاستدلال بوجوب دفع المنكر بما ملخصه :
"أولا: بأن الاستدلال به هنا انما يتجه اذا علم المعين بانحصار دفع الاثم بتركه
الاعانة عليه، و أما مع الجهل بالحال أو العلم بوقوع الاثم باعانة الغير فلايتحقق
مفهوم الدفع .
و ثانيا: بأن دفع المنكر انما يجب اذا كان مما اهتم الشارع بعدم وقوعه كقتل
النفوس المحترمة و هتك الاعراض المحترمة و نهب الاموال المحترمة و هدم أساس
الدين و كسر شوكة المسلمين و نحو ذلك . و أما في غير مايهتم الشارع بعدمه من
الامور فلادليل علي وجوب دفع المنكر.
و أما أدلة النهي عن المنكر فلا تدل علي وجوب دفعه، فان معني دفعه تعجيز
فاعله عن الاتيان به، و النهي عن المنكر ليس الا ردع الفاعل و زجره عنه علي
مراتبه المقررة في الشريعة، و لاوجه لقياس دفع المنكر علي رفعه، اذ مرجع الرفع و
ان كان بالتحليل الي الدفع الا أن الاحكام الشرعية و موضوعاتها لاتبتني علي
التدقيقات العقلية . و لا شبهة في صدق رفع المنكر في العرف و الشرع علي منع
العاصي عن اتمام المعصية التي ارتكبها، بخلاف الدفع .
[1] نفس المصدر، ج 12، ص 144، الباب 47 من أبواب مايكتسب به، الحديث 1.
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 386