اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 382
ففي الحقيقة يكون ايجابهما بداعي تقوية الاوامر و النواهي الاولية الواردة من قبل الله
- تعالي - بوساطة الانبياء و الائمة (ع)، و كلاهما واقعان في طريق تقوية العقل و الفطرة .
و بالجملة فالغرض من ايجابهما جعل المحيط محيطا سالما اسلاميا يكثر فيه الاشتياق الي
الخير و الصلاح، لا الجاء المكلفين و سلب الاختيار منهم و حملهم بالاجبار علي الطاعة و ان
فرض قدرتنا علي ذلك .
و علي هذا فلو فرض وجوبهما علي الله - تعالي - أيضا كان وجوبهما عليه أيضا علي حد
وجوبهما علينا لاعلي نحو الالجاء و الحمل الاجباري بحيث لايتحقق معصية أصلا كما هو
المستفاد من كلام المحقق الطوسي و بيان العلامة في شرحه و في المنتهي حيث يظهر منهما ارادة
الحمل التكويني و المنع التكويني من ناحية الله - تعالي - لو وجبا عليه و عمل بهما.
و حينئذ فيمكن أن يقال : ان كيفية العمل بهذين الواجبين تختلف حسب الموارد، فاذا
فرض أن أحدا مبسوط اليد يريد الامر و النهي بالنسبة الي جماعة كثيرة منتشرة في البلاد
المختلفة فطريق ذلك عند العقلاء ابلاغ أوامره و نواهيه بوساطة عماله المتفرقين في البلاد و
أمرهم بنشرهما و ابلاغهما، لاتصدي ذلك بنفسه و مباشرته، و علي هذا فيمكن أن يقال :
ان أمر الله - تعالي - عباده بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر و ايجاب ذلك عليهم في الحقيقة
أمر الله بالمعروف و نهي الله عن المنكر، اذ الامر بالامر أمر و الامر بالنهي نهي ، و لايجب تحقق
ذلك بمباشرته و لايلزم في تحقق الواجب أزيد من ذلك .
الثانية : اطار الواجبات العقلية
أن ما يقال من أن الواجبات العقلية تجب علي الله - تعالي - أيضا لعدم تطرق الاستثناء
اليها لاكلية له، اذ لايجري هذا في باب الاطاعة و العصيان من العناوين المنتزعة في الرتبة
المتأخرة عن الاوامر و النواهي ، فان وجوب الاول و حرمة الثاني و ان كانا بحكم العقل لكن
موضوعهما العبيد في قبال الموالي ، فلايمكن أن يجريا علي الله - تعالي - نفسه، اذ لامولي له حتي
يجب عليه اطاعته و يحرم عليه عصيانه .
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 382