اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 381
المصنف علي ابطال الثاني بأنهما لو وجبا عقلا لزم أحد الامرين : و هو اما خلاف
الواقع أو الاخلال بحكمة الله - تعالي - و التالي بقسميه باطل فالمقدم مثله . بيان
الشرطية أنهما لو وجبا عقلا لوجبا علي الله - تعالي -، فان كل واجب عقلي يجب
علي كل من حصل في حقه وجه الوجوب، و لو وجبا عليه - تعالي - لكان اما فاعلا
لهما فكان يلزم وقوع المعروف قطعا لانه - تعالي - يحمل المكلفين عليه، و انتفاء
المنكر قطعا لانه - تعالي - يمنع المكلفين منه، و اما غير فاعل لهما فيكون مخلا
بالواجب و ذلك محال لما ثبت من حكمته - تعالي -."[1]
الاولي : ما هو الغرض من ايجاب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر؟
الظاهر أن الغرض من ايجاب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ايجاد الداعي و تقويته في
نفوس المكلفين لتوجههم الي ما هو معروف و انزجارهم عما هو منكر حتي يصير المجتمع
مجتمعا صالحا اسلاميا رائجا فيه الخير و الصلاح و يقل فيه الشر و الفساد، و ليس الغرض
من ايجابهما الجاء الناس و سلب الاختيار منهم بحيث لايتمكن أحد من اتيان المنكر، اذ الدار
دار الاختيار و الاختبار، و الكمال المطلوب للانسان لايحصل الا اذا بقي فاعلا مختارا ينتخب
بحسن نيته ما فيه الخير و الصلاح أو يختار بسوء سريرته ما فيه الشر و الفساد.
قال الله - تعالي - في سورة الملك : (الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم
أحسن عملا) [3] و البلاء لايحصل الا مع الاختيار.
[1] كشف المراد، ص 428، المقصد السادس، المسألة السادسة عشرة .
[2] ألمنتهي، ج 2، ص 993، كتاب الجهاد...، المقصد التاسع، البحث الثاني .
[3] سورة الملك (67)، الاية 2.
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 381