responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 370

و علي الثاني : أن ظاهر مادة العون عرفا و بنص اللغويين : المساعدة علي أمر، و المعين هو الظهير، و انما يصدق ذلك فيما اذا كان أحد أصيلا في أمر و أعانه عليه غيره، فيكون معني الاية : لايكن بعضكم لبعض ظهيرا و معاونا.

و معني تعاون المسلمين : أن كلا منهم يكون معينا لغيره لا أنهم مجتمعون علي أمر. ففي القاموس : "تعاونوا و اعتونوا: أعان بعضهم بعضا." و نحوه في المنجد. و كون التعاون فعل الاثنين لايوجب خروج مادته عن معناها.

فمعني تعاون زيد وعمرو: أن كلا منهما معين للاخر و ظهير له . فاذا هيأ كل منهما مقدمات عمل الاخر يصدق أنهما تعاونا. و بالجملة كون التفاعل بين الاثنين لايلازم كونهما شريكا في ايجاد فعل شخصي . فالتعاون كالتكاذب و التراحم و التضامن مما هي فعل الاثنين من غير اشتراكهما في فعل شخصي .

فالظاهر من الاية عدم جواز اعانة بعضهم بعضا في اثمه و عدوانه . و هو ظاهر المادة و الهيئة . و لو قلنا بصدق التعاون و التعاضد علي الاشتراك في عمل فلاشبهة في عدم اختصاصه به ."[1]

نقد كلام الاستاذ الامام في المقام

أقول : قد مر من المصنف في المسألة الاولي من مسائل بيع العنب - أعني بيعه علي أن يعمل خمرا - الاستدلال بكونه اعانة علي الاثم، و مر منا نقل مناقشتي المحقق الايرواني و ايراد الاستاذ الامام (ره) عليهما و قلنا هناك : ان ظاهر العبارة الاخيرة من الاستاذ (ره) يشعر بنحو ترديد له في صدق مفهوم التعاون علي الاشتراك في عمل واحد كرفع ثلاثة رجال لحجر واحد، مع أنه القدر المتيقن منه بلحاظ الهيئة، اذ الظاهر من اللفظ دخلهم في العمل في عرض واحد، و هو المتبادر من عبارة القاموس أيضا. و أما اعانة أحد لاخر في عمل و اعانة الاخر له في عمل آخر فاطلاق التعاون عليه لايخلو من مسامحة . و ان شئت قلت : ان المتبادر من تعاون

[1] ألمكاسب المحرمة للامام الخميني، ج 1، ص 131 (= ط.اخري ، ج 1، ص 197)، في النوع الثاني من القسم الثاني .
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست