responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 345
و بتقرير آخر: الحكم ثابت لاشخاص الجسم فلا ينافي ثبوته لكل واحد منها من حيث نوعه أو صنفه المتقوم به عند الملاقاة، فقولهم : "كل جسم لاقي نجسا فهو نجس" لبيان حدوث النجاسة في الجسم بسبب الملاقاة من غير تعرض للمحل الذي يتقوم به، كما اذا قال القائل : "ان كل جسم له خاصية و تأثير" مع كون الخواص و التأثيرات من عوارض الانواع ..."[1]

أقول : ما ذكره (ره) بطوله لاتقنع به النفس، بداهة أن الجسم الخاص - كالحنطة مثلا - اذا تنجس بالملاقاة لايري الوجدان لحيثية كونه حنطة دخلا في تأثره بالنجاسة العارضة بحيث لو كان شعيرا مثلا لم يتأثر بذلك، بل المتأثر بها بحسب الوجدان هي الحيثية المشتركة بين الحنطة و الشعير أعني كونه جسما ملاقيا لنجس، و هذا بخلاف الخواص و الاثار الثابتة للاجسام فان خاصية الحنطة ثابتة لها بما أنها حنطة، كما أن خاصية الشعير تثبت له بما أنه شعير. و بالجملة فاختلاف الاجسام في الخواص و الاثار تابع لاختلافها في الصورة النوعية المقومة لكل منها، و هذا بخلاف التأثر من النجاسة العارضة بالملاقاة فان الاجسام مشتركة في ذلك و هذا يكشف عن كون معروضها الحيثية المشتركة أعني الجسمية، فتدبر. هذا.

و لكن لايخفي أن بناء نظام الطبيعة علي أساس تبدل الاجسام و تغيرها و وقوع الذوات النجسة و المتنجسة في طريق تكون النبات و الحيوان و الانسان، فكما تقع العذرات و الابوال و الميتات و غيرها في طريق تكون النباتات و الحيوانات و تصير من أجزائها بالاستحالة فكذلك الامر في المتنجسات :

فينجذب التراب أو الماء المتنجس الي الاشجار و تنمو بها ثمارها، و تشرب أو تأكل البهائم و الطيور و الدجاجات من المياه أو الاغذية المتنجسة كثيرا بمرأي و منظر المسلمين في جميع الاعصار حتي في أعصار الائمة (ع) و مع ذلك جرت سيرتهم علي معاملة الطهارة مع ثمار الاشجار و لحوم الحيوانات و ألبانها و أبوالها و أرواثها و بيض الدجاجات فيكشف هذا عن كون الاستحالة في المتنجسات أيضا رافعة لحكمها، و لايمكن القول بكون القذارة و الخباثة في المتنجس أشد من النجس .

[1] نفس المصدر و الصفحة .
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 345
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست