اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 330
و أما في ما علم تاريخ أحدهما فيستصحب عدم مجهول التاريخ الي زمان معلوم التاريخ،
و تترتب آثار العدم و اما آثار العناوين الوجودية الملازمة لهذا العدم كالحدوث و اللحوق و
التقارن فلاتترتب الا بناء علي حجية الاصل المثبت او خفاء الواسطة او احراز التلازم بحسب
الجعل بين جعل آثار هذا العدم و جعل آثار العنوان الوجودي الملازم له .
و ربما يتوهم جريان الاصل في معلوم التاريخ أيضا بأن يستصحب عدمه الي الزمان
الواقعي للاخر.
و أجيب بأن نفس وجوده غير مشكوك فيه في زمان و اما وجوده في زمان الاخر، فليس
مسبوقا بالعدم .
أقول : لو كان الاثر للوجود المقيد بكونه في زمان الاخر، فعدمه بنحو السلب التام له حالة
سابقة و لكنه ليس معارضا لاستصحاب العدم في مجهول التاريخ لعدم التقيد في هذا الطرف
فتدبر فان للبحث عن المسألة مقاما آخر.
و في الرسائل بعد اختيار استصحاب العدم في مجهول التاريخ و ترتيب آثار العدم لا التأخر
و نحوه من العناوين الوجودية الملازمة قال :
"يظهر من الاصحاب هنا قولان آخران : أحدهما جريان هذا الاصل في طرف
مجهول التاريخ و اثبات تأخره عن معلوم التاريخ بذلك، و هو ظاهر المشهور و قد
صرح بالعمل به الشيخ و ابن حمزة و المحقق و العلامة و الشهيدان و غيرهم في
بعض الموارد، منها مسألة اتفاق الوارثين علي اسلام أحدهما في غرة رمضان و
اختلافهما في موت المورث قبل الغرة أو بعدها فانهم حكموا بأن القول قول مدعي
تأخر الموت ...، الثاني عدم العمل بالاصل و الحاق صورة جهل تاريخ أحدهما
بصورة جهل تاريخهما".[1]
و الحق ما ذكره الشيخ من جريان الاستصحاب في مجهول التاريخ و عدم اثبات وصف
التأخر و نحوه و لعل التزام المشهور باثباتها كان من جهة أن الاستصحاب كان عندهم من
قبيل الامارات الظنية الثابتة حجيتها بسيرة العقلاء و عملهم .[2]
[1] فرائدالاصول، ج 3، ص 250، طبع جديد.
[2] كتاب الزكاة، ج 3، ص 83 الي 85.
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 330