اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 31
الفائدة الرابعة : التعبدي و التوصلي
"متعلق الامر في الواجب التوصلي هو نفس طبيعة الفعل لا الفعل المقيد
بصدوره عن الارادة فاذا أتي به في حال الغفلة أيضا كان مصداقا للمأمور
به، و ترتب عليه سقوط الامر قهرا."
أقول : و ببيان أوضح صدق عنوان الامتثال يتوقف علي كون الامر داعيا و محركا كما
لايخفي ، و لكن متعلق الامر ليس مقيدا بالارادة و نحوها، فتحققه بأي نحو كان موجب
لسقوطه قهرا، اذ متعلقه عبارة عن نفس الطبيعة المهملة الجامعة بين المرادة و غيرها، من غير
أن يلحظ الامر سريانها الي القسمين، حتي يقال : ان الامر بالنسبة الي ما لايوجد بالارادة
تعلق بأمر غير اختياري ، و مقدورية الطبيعة بما هي هي تتوقف علي امكان ايجادها بالارادة،
لاعلي تعلق الارادة بها فعلا.[1]
ما هو الداعي الي طاعة المولي و ما هو الملاك في عبادية العمل ؟
"... ما هو الداعي حقيقة و ما هو الملاك في عبادية العمل ليس الامر
الصادر عن المولي، بل الداعي و الملاك للعبادية و المقربية هو احدي
الغايات النفسانية الموجوده في نفس العبد أي العشق بالمولي، او الشكر له،
او الخوف من عقابه، او الشوق الي ثوابه . و ما اشتهر بينهم أن الداعي هو
الامر الصادر من المولي فاسد جدا..."
أقول : الظاهر أن داعي الفعل عبارة عن علته الغائية، سواء كانت غاية نهائية محبوبة
بالذات أو كانت غاية متوسطة واقعة في سلسلة العلل لما هو محبوب بالذات، و بعبارة اخري
ألداعي عبارة عما يتأخر عن الفعل بحسب الوجود و يتقدم عليه بحسب التصور، بحيث يتولد
من ارادته ارادة الفعل، و لافرق في ذلك بين أن تكون الغاية موجودة بوجود مستقل ممتاز عن