اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 296
الاشخاص جدا في قوة الادراك و التشخيص و التخصصات اللازمة . و لعل الخطوط التي
رآها السيد المذكور لو كانت بمرآنا لم تحصل العلم لنا. واحتمال الجعل و التزوير أو الاشتباه في
أمثال المقام مع طول الزمان مما لادافع له .
اللهم الا أن يقال : ان حجية الخبر عندناليست من جهة التعبد بل من جهة بناء العقلاء و
سيرتهم، و هم كما يعملون بخبر الثقة يعملون في الامور التخصصية بقول أهل الخبرة الموثوق
به أيضا، و تشخيص الخطوط من أهم الامور التخصصية، فتأمل .
فان قلت : كيف يمكن التشكيك في اسناد الكتاب الي الامام (ع) مع أنه يوجد فيه
عبارات كثيرة تدل علي كونه له (ع) و لا تنطبق علي غير الامام كقوله في أول الكتاب :
"يقول عبدالله علي بن موسي الرضا" و قوله : "هي الليلة التي ضرب فيها جدنا
أميرالمؤمنين (ع) و قوله "أروي عن أبي العالم" و قوله : "نحن معاشر أهل البيت" الي غير
ذلك من العبارات التي لاينبغي صدورها عن غير الامام (ع).
قلت أولا: ان احتمال الكذب و الافتراء مما لا دافع له . و ربما يؤلف كتاب مشحون من
المطالب الحقة الصحيحة بداعي دس جملة باطلة فيه . و قد كثر الكذب علي النبي 6،
و الدس في أخبار الائمة (ع) بدواع مختلفة، كما هو الشائع الذائع في جميع الاعصار بالنسبة الي
الشخصيات البارزة الاجتماعية . و من المؤسف عليه أن فقه الرضا أيضا يوجد فيه بعض ما
لا يمكن الالتزام به .
و ثانيا: ان أكثر العبارات المذكورة قابلة للانطباق علي أولاد الائمة (ع) أيضا، فلعل
المؤلف للكتاب كان من السادة العلويين الخبير بفقه الشيعة الامامية .
و أما أن جعل اخبار السيد القاضي مستندا الي اخبار الثقتين من أهل قم كما مر عن
المستدرك .
فيرد عليه : أن الثقتين المذكورين لم يخبرا بكون الكتاب للامام (ع) و ان أوهم ذلك
عبارة المستدرك، و انما أخبرا بأنهما أتيا بالكتاب من قم، فراجع ما مر من عبارة المجلسي
الاول في كتاب الحج من الشرح الفارسي للفقيه . و لو سلم فليس خبرهما مسندا معنعنا الي
الرضا(ع) حتي يخرج عن الارسال . و لا دليل علي تلقيهما اياه عن آبائهما يدا بيد الي الامام (ع) و ان
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 296