اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 295
أدلة القائلين بحجية كتاب فقه الرضا
و استدل القائلون بحجية هذا الكتاب و اعتباره بوجوه عمدتها - كما في مصباح الفقاهة -
وجهان :
الوجه الاول : أن القاضي أمير حسين أخبر بأنه للامام (ع) و وثقه المجلسيان واعتمدا
عليه، و خبر الثقة حجة بمقتضي صحيحة أحمد بن اسحاق الماضية [1] و غيرها.
قال في المستدرك :
"ان السيد الثقة الفاضل القاضي أمير حسين أخبر بأن هذا الكتاب له (ع) و
أخبره بذلك ثقتان عدلان من أهل قم . و هذا خبر صحيح داخل في عموم ما
دل علي حجية خبر العدل ."[2]
و أورد علي ذلك : بأن اخبار السيد المذكور اما أن يكون مستندا الي القرائن التي أوجبت
له العلم : من خطوط العلماء عليه، و خط الامام نفسه في مواضع منه، أو الي اخبار الشيخين
الثقتين له كما يظهر من عبارة المستدرك .
أما الاول فلا يفيدنا، اذ أدلة حجية خبر الثقة لاتشمل الاخبار الحدسية، اذ الظاهر من
الخبر ما كان يحكي عن الواقع مباشرة، و في الحدسيات يكون المخبر به في الحقيقة حدس المخبر
و اجتهاده لا الواقع .
فان قلت : الحدس هنا مبني علي مقدمات حسية فيكون من قبيل الاخبار بالملكات
النفسانية كشجاعة زيد مثلا أو سخاوته أو عدالته - بناء علي كونها من قبيل الملكات - بسبب
مشاهدة آثارها الدالة عليها. و في هذه الصورة يكون الخبر حجة عند العقلاء و يكون عندهم
بحكم الخبر الحسي . و عمدة الدليل علي حجية الاخبار بناء العقلاء و سيرتهم .
قلت : نعم و لكن بشرط وجود الملازمة العادية بين الاثار المشهودة و بين مباديها من
الملكات بحيث يحصل العلم بها لكل من شاهد الاثار. و ليس المقام من هذا القبيل لاختلاف
[1] ألكافي ، ج 1، ص 330، كتاب الحجة، باب في تسمية من رآه (ع)، الحديث 1.
[2] مستدرك الوسائل، ج 3، ص 339، الفائدة الثانية من الخاتمة في شرح حال الكتب و مؤلفيها.
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 295