اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 278
الفقيه الجامع للشرائط التي مرت بالتفصيل . حيث ان الدين و السياسة في الشريعة الاسلامية
متلازمان . فالمتصدي لادارة شؤونهما يجب أن يكون شخصا واحدا جامعا لصفات الافتاء و
القضاء و الولاية، و ان توقفت ادارة كل منها علي الاستعانة بالاخرين .
و يشهد لذلك مجموع الايات و الروايات التي مرت منا في الفصل الاول [1] من هذا الباب،
حيث ذكر فيها جهات الدين و السياسة توأما.
و يدل عليه أيضا ما مر من قوله 6: "اللهم ارحم خلفائي ." ثلاث مرات فقيل له :
"يا رسول الله، و من خلفاؤك ؟" قال : "الذين يأتون من بعدي و يروون عني أحاديثي و
سنتي ، فيعلمونها الناس من بعدي ."[2]
حيث ان المتبادر من خلفائه خلفاؤه في جميع شؤونه العامة، فتشمل الثلاثة .
و كذا قوله (ع) في التوقيع الذي مر: "و أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الي رواة حديثنا،
فانهم حجتي عليكم، و أنا حجة الله عليهم ."[3]
اذ المراد بالحوادث، الامور الحادثة للمسلمين في كل عصر و زمان اذا أشكل عليهم
تشخيص هويتها أو الاحكام المنطبقة عليها.
فيعلم بذلك أن المرجع للعلم بالكليات المأثورة و للعلم بالحوادث الواقعة شخص واحد.
فصاحب العصر - عجل الله فرجه - جعل الفقيه المبتني فقهه علي روايات أهل البيت مرجعا
لكلا الامرين من الافتاء والولاية .
و كذلك مامر في كلام سيد الشهداء(ع) من قوله : "ذلك بأن مجاري الامر و
الاحكام علي أيدي العلماء بالله الامنأ علي حلاله و حرامه ." [4] فجعل منصب
الولاية لمن له حق الافتاء.
و هكذا مقبولة عمر بن حنظلة [5]. اذ منصب القضاء أو الولاية المجعولة فيها يلازم دائما
الافتاء أيضا.
[1] ولاية الفقيه، ج 2، ص 3.
[2] ألوسائل، ج 18، ص 66، الباب 8 من أبواب صفات القاضي ، الحديث 53.
[3] ألوسائل، ج 18، ص 101، الباب 11 من أبواب صفات القاضي ، الحديث 9. و اعتمد في النقل علي كمال الدين، ص 484.
[4] تحف العقول، ص 238.
[5] ألوسائل، ج 18، ص 99، الباب 11 من أبواب صفات القاضي ، الحديث 1.
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 278