اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 273
عليه السيرة من الاخذ بقول الخبير الثقة و بيانا لكون الافراد المذكورة من مصاديق
موضوعها.
هذا مضافا الي امكان منع كونها مرتبطة بباب الاجتهاد و الافتاء، بل لعلها مرتبطة بباب
الرواية . و بين البابين بون بعيد. فان الراوي يحكي عن الامام، و المفتي يحكي عن فهم نفسه و
رأيه . اللهم الا أن يقال بعمومها لكلا البابين .
و أما ما دل علي الترغيب في الافتاء أو جوازه أو تقريره، فلايدل علي وجوب القبول
و التعبدبه مطلقا، لعدم كونها في مقام البيان من هذه الجهة، بل لعل الواجب هو العمل بالفتوي
بعد حصول الوثوق بمطابقته للواقع، كما عليه السيرة . و ليست فائدة الافتاء منحصرة في التعبد
به بنحو الاطلاق حتي يحكم بذلك بدلالة الاقتضاء.
و أما ما دل علي ارجاع أمر القضاء الي الفقهاء فالتعدي منه الي غير باب القضاء
متوقف علي الغاء الخصوصية و القطع بعدم دخالتها، و هو ممنوع . لارتباط القضاء
بالمتنازعين، فلايمكن فيه الاحتياط، و فصل الخصومة مما لامحيص عنه . ففي مثله يكون حكم
الفقيه نافذا حتي مع العلم بالخلاف أيضا فضلا عن صورة الشك .
و بالجملة، اثبات التقليد التعبدي بهذه الايات و الروايات مشكل .
نعم، الطائفة الثانية من الروايات، أعني التوقيع الشريف و ما في تفسير الامام و خبر
أحمد بن حاتم بن ماهويه ظاهرة في جعل الحجية لقول الفقيه الثقة و جواز العمل بقوله مطلقا
و ان لم يحصل العلم و الوثوق، فيكون حجة تأسيسية شرعية .
و لكن الاشكال في سندها، كمامر. فاثبات هذا الحكم الاساسي بمثل هذه الروايات
الضعيفة غير المذكورة في الكتب الاربعة التي عليها المدار مشكل .
ألدليل الاصلي للتقليد
فالعمدة في الباب هي بناء العقلاء و سيرتهم علي رجوع الجاهل في كل فن الي العالم فيه .
و لامجال للاشكال فيها، لحصولها في جميع الاعصار و الامصار و جميع الامم و المذاهب .
و قد استقرت سيرة الاصحاب أيضا في عصر النبي 6 و الائمة (ع) علي رجوع الجاهل
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 273