اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 260
"و المراد بأهل بيته هنا مجموعهم من حيث المجموع باعتبار أئمتهم، و ليس
المراد جميعهم علي سبيل الاستغراق، لان هذه المنزلة ليست الا لحجج الله و
القوامين بأمره خاصة، بحكم العقل و النقل . و قد اعترف بهذا جماعة من أعلام
الجمهور. ففي الصواعق المحرقة لابن حجر: و قال بعضهم : يحتمل أن المراد بأهل
البيت الذين هم أمان، علماؤهم لانهم الذين يهتدي بهم كالنجوم، و الذين اذا
فقدوا جاء أهل الارض من الايات مايوعدون ..."[1]
أقول : و لا أظن أن أحدا من المسلمين المنصفين يجتري علي تفضيل الائمة الاربعة في فقه
السنة علي الائمة الطاهرة من عترة النبي 6 و أهل بيته في العلم و الفضائل .
نعم، سياسة الامويين و العباسيين في عصرهم صنعت ما صنعت بالعترة و الال، و ما
أدراك ما السياسة، و ماالذي يتعقبها اذا كانت شيطانية !! فتدبر في المقام واحتط لدينك .
و قد ظهر لك بما ذكرناه أن حصر الاجتهاد في الائمة الاربعة لاهل السنة لا أساس له في
الشريعة و أنه قبل أن يكون أمرا دينيا فقهيا كان أمرا سياسيا متطورا علي حسب تطور
السياسة في الازمنة و الامكنة . و الائمة الاربعة بأنفسهم أيضا بريئون منه، فراجع الكتب
المتعرضة لتاريخ المذاهب الاربعة و المتمذهبين بها.
الفائدة الرابعة : التقليد و أدلته
لايخفي أن استنباط الاحكام الشرعية و استخراجها من أدلتها و منابعها يكون بتصدي
المجتهد الفقيه العالم بالكتاب و السنة و أحكام العقل القطعية و ما يتوقف عليه الاستنباط من
العلوم المختلفة .
فمن يكون مجتهدا فعليه الاستنباط و العمل بما فهمه و استنبطه، أو الاحتياط في مقام
العمل .
و من لم يبلغ مرتبة الاجتهاد فلا محالة يحتاط في العمل مع الامكان أو يرجع الي فتوي من